القاهرة، مصر(CNN)-- أكد الأمين العام للجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، محمد زكي، على شرعية الطلاق الشفوي طالما استوفى شروطه وضوابطه وأنه لا يجوز شرعا إلغائه، وذلك في حوار مع CNN بالعربية، بعد حوار آخر للدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الذي تمسك بضرورة توثيق الطلاق.
واعتبر زكي أن الأزهر يواجه حملة شرسة على علمائه وهم في أشد الحاجة لمساعدتهم للقيام بواجبهم تجاه المجتمع، ويجب انضمام جميع الأصوات للتعاون مع الأزهر لإنقاذ المجتمع بدلا من سب رموزه وشيوخه.
وكان هذا نص الحوار:
هل الطلاق الشفهي شرعي أم يضر بالزوجة؟
الذي يضر بالمرأة هو ضلال الزوج، بل أن ضلال الزوج لا يضر بالزوجة فقط، بل يضر بالمجتمع والأولاد، فالطلاق الشفهي شرعي تماما، ولكن توثيق الطلاق إذا رأى ولي الأمر أمرا فيه صالح الناس وخيرهم وبرهم يجب على الرعية أن يوافقون.
لماذا ينادي البعض بضرورة توثيق الطلاق؟
توثيق الطلاق فيه نفع للزوج وللزوجة، لأنه يضمن الحقوق فقط، فالزوجة المطلقة شفهيا هي مطلقة شرعا، طالما توفرت فيه ضوابطه المشروعة وأركانه.
لكن الزواج يتم بالتوثيق؟
هذه فنيات المشكلة، أولا الطلاق ليس ملكا للزوج، يُطلق كما يشاء، وإنما هو أمر من الله ملكه للزوج، فإن استُخدم بشروطه كما أراد الله ورسوله كان صحيحا، وإن استخدم بغير شروطه لم يكن صحيحا.
ما هي شروط الطلاق؟
شروط الطلاق حددها الله في أول سورة "الطلاق" ، وهى أن يطلق الزوج زوجته في طهر لم يمسسها فيه طلقة واحدة رجعية، وتمكث الزوجة في بيته إلى أن تنقضي عدتها، فإن كانت حاملا فانقضاء عدتها بانتهاء حملها، وإن كانت قد وصلت الى سن اليأس فعدتها ثلاثة أشهر، وإن كانت ممن تحيض فعدتها ثلاثة أطهار "حوالي 61 يوما"، بعد ذلك للزوج أن يراجعها أو يطلقها، وطالما أن الأمر في سورة "الطلاق"، ويتحدث عن الطلاق وأحكامه فلا يجب صرفه عن ظاهره إلا بقرينه، بما يعني "أن نشهد ذوي عدل منكم" فالأمر للوجوب، فقد طلق سيدنا عبدالله بن عمر زوجته وهى حائض، فأمره الرسول أن يراجعها، وقال لأبيه عمر بن الخطاب أن يراجعها حتى تطهر، ثم تحيض حتى تطهر مرة أخرى، ثم إذا أراد الطلاق فليطلق، فتلك العدة التي أمر الله أن تُطلق لها النساء.
هل الزواج يقع بالإيجاب والقبول أم بالتوثيق؟
الزواج يقع بالقبول والإيجاب، لكن جاء التوثيق لحفظ الحقوق فقط، لأن فساد الذمم تضيع الحقوق وتشرد الأبناء وتضيع الأسر، وقال تعالى: "يا أيها الناس أوفوا بالعقود" فمن يشتري بيتا يوثقه، فما بالك بالأعراض.
ولماذا لا يقع الطلاق بالإيجاب والقبول مثل الزواج؟
لأن الطلاق ملكه الله للزوج لحكمه، ولكن الزوجة إذا تضررت من زوجها فلها أن تفارقه وتطلب طلاقها للضرر أو تخلعه إذا رفض الزوج الطلاق، فالشرع لم يترك هذا الأمر، كل آيات الطلاق أُسند فيها الطلاق إلى الرجل.
ما رأيك في قرار المحكمة الدستورية بعدم دستورية قانون الطلاق الشفهي؟
المحكمة الدستورية أكدت على وقوع الطلاق الشفهي المستوفي الشروط، وضمان الحقوق جاء نتيجة تطور وسائل العصر، وأحكام ولي الأمر يجب أن تلتزم بها الرعية، فإن كان أمر ولي الأمر موافقا للشرع ولسنة النبي كان طاعته واجبة وملزمة لأن طاعته طاعة لله والرسول، وإن كان أمره مجافيا لأمر الله فلا طاعة له، وهذا معروف يصون به الله الحقوق وتضبط به حركة الحياة، ولا يترتب عليه إلا الخير.
كيف تفسر رفض البعض لرأي الأزهر الشريف بشأن الطلاق الشفهي؟
الأزهر يواجه حملة شرسة على علمائه وهم في أشد الحاجة لمساعدتهم للقيام بواجبهم تجاه المجتمع، ويجب انضمام جميع الأصوات للتعاون مع الأزهر لإنقاذ المجتمع بدلا من سب رموزه وشيوخه، فالأزهر يحمل على عاتقه مهمتين أساسيتين، الأولى هي تعبيره عن ضمير الأمة المسلمة والحفاظ على هويتها المتدينة، والثانية هي العمل على الارتقاء بالمصالح العليا للوطن نحو تحقيق أمنه واستقراره.