دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أكد المحلل السياسي والكاتب السعودي، سلمان الأنصاري، أن النتائج السياسية والاقتصادية للاجتماع الذي عقده ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ستظهر بوضوح لجهة "وقف الجنون الإيراني عند حده" سياسيا، إلى جانب تعزيز العلاقة اقتصاديا، مع تأكيد "استيعاب" أمريكا لثقل الرياض في المنطقة.
وقال الأنصاري، رئيس اللوبي السعودي في واشنطن (سابراك)، إن الإدارة الأمريكية اختارت الأمير محمد بن سلمان كأول قائد عربي مسلم تتم استضافته للقاء (رسمي) في البيت الأبيض بما يحمل "إشارة في غاية الأهمية، وهي أن واشنطن استوعبت حجم أهمية وثقل الرياض استراتيجيا وسياسيا وأمنيا واقتصاديا."
وتابع الأنصاري بالقول إن الإشارة الأقوى هي أن واشنطن "لديها الرغبة في رؤية قضايا الشرق الأوسط بعيون سعودية. فالرياض كانت ومازالت هي المفتاح الذهبي لحل القضايا الأمنية والسياسية في المنطقة. وهي الحليف المجرب والوثيق" على حد قوله.
وتابع الأنصاري، الموجود أيضا في واشنطن، بالقول إن إدارة ترامب "لا تتفهم ما يقلق السعودية فحسب، بل أيضا تشاركها القلق بالتساوي فيما يتعلق بطموحات إيران التوسعية وأعمالها الإرهابية والمضرة للأمن الإقليمي والعالمي" مضيفا أن هذا التطابق في الرؤى بين الرياض وواشنطن "سيمهد الطريق لوضع حلول جذرية لمعظم أزمات المنطقة ومنها إيقاف طهران عند حدها."
وحول مضمون الحوار بين الزعيمين حول إيران وتأثيره المتوقع على المنطقة قال الأنصاري: "إيران ليس لديها أي مفر إلا أن تتراجع وتنكفئ على نفسها وتتوقف عن دعم الإرهاب وأن تستثمر وقتها واقتصادها وامكانياتها فيما يخدم الشعب الايراني، بدلا من دعم الميليشيات الارهابية. فالرياض وواشنطن عازمان كل العزم على إيقاف الجنون الإيراني عند حده."
فيما يتعلق بالشأن الاقتصادي، قال الأنصاري إن السعودية هي أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهي تحتل المركز الثاني عشر على قائمة شركاء أمريكا اقتصاديا حول العالم. وأضاف أن حجم التعاون الاقتصادي بدأ يتشكل بشكل جديد وسريع منذ السنة الماضية.
ولفت المحلل السياسي السعودي إلى أن ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان "لديه شغف كبير في قطاع التكنولوجيا ولديه طموح في نقل التكنولوجيا الأمريكية إلى السعودية. وهذا تم اثباته سابقا من خلال العقود الضخمة مع عمالقة التكنولوجيا الأمريكية كشركة GE ، لتوطين بعض الصناعات التكنولوجية في الداخل السعودي."
وحول الفرص الاقتصادية الأخرى المتوفرة قال: "هنالك أيضا قطاع التعدين، فالسعودية وأمريكا سيعملان على إنشاء أكبر مجمع في العالم لإنتاج الألمونيوم بتكلفة أكثر من 10 مليارات دولار. كما يعملان على إنشاء أكبر مجمع بتروكيماويات في العالم بقيمة تفوق 20 مليار دولار من خلال أرامكو وصدارة."
واستطرد بالقول: "علينا ألا ننسى بأن السعودية تمتلك من خلال شركة أرامكو، مصفاة(بورت آرثر) وهي أكبر مصفاة في أمريكا وتقع في ولاية تكساس، والتي سيتم اعتماد سيطرة السعودية الكاملة عليها المصفاة في مطلع مايو/أيار من هذا العام 2017. وبشكل عام، فرص العلاقة ما بين الرياض وواشنطن أكبر من حجم التحديات. فكما يقول المثل (مع التحديات تخلق الفرص)، وأنا أقول الفرص ستحتوي التحديات."