القدس (CNN)-- كان من المفترض أن تكون هذه جولة انتصار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو.
إذ بعد عشر سنوات من قيادة الحكومة، حصل أخيراً على رئيس جمهوري في البيت الأبيض، إلى جانب أغلبية جمهورية في مجلس النواب ومجلس الشيوخ الأمريكي. وكان من المفترض أن تكون هذه المباراة مثالية لحزب نتانياهو اليميني.
إذ أعتقد الحزب اليميني الإسرائيلي أن نتنياهو سيتحرر من إدانة بناء المستوطنات في الضفة الغربية وشرق القدس، التي أصبحت روتينية في ظل الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، ظناً منهم أن الرئيس ترامب سيسمح لإسرائيل ببناء المستوطنات بحرية.
وفي غضون 10 أيام من تنصيب ترامب، وافقت إسرائيل على خطط لأكثر من 6000 وحدة سكنية في المستوطنات، كما أقرت بناء أول بلدية استيطانية جديدة في الضفة الغربية منذ ما يقرب من عقدين.
وأثنى نتانياهو على ترامب في مؤتمره الصحفي الأول الذي عُقد في واشنطن، قائلاً: "ليس هناك تأييد أكبر للشعب اليهودي والدولة اليهودية". ومن المتوقع أن يستقبل نائب الرئيس الأمريكي، مايك بينس، أيضا ترحيباً حاراً عندما يخاطب لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية في مؤتمرها السنوي الكبير في واشنطن الذي يبدأ الأحد المقبل.
كما رحبت حركة الاستيطان بقيادة البيت الأبيض الجديدة.
ولكن بالنسبة لنتنياهو، استمرت فترة شهر العسل أقل من شهرين. وسرعان ما تراجع ترامب عن وعده المتكرر بحملته الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وانتقد المستوطنات الإسرائيلية بأنها "ليست جيدة" من أجل السلام.
وقال ترامب لنتانياهو "بأن يعلق بناء المستوطنات قليلاً"، لأن ترامب أراد فرصة لإبرام ما أسماه بـ"الصفقة النهائية" للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وفي الخميس وبعد جولتين من المحادثات، أصدر البيت الأبيض بياناً قال فيه إن الوفد الأمريكي "أكد مجدداً مخاوف الرئيس ترامب بشأن النشاط الاستيطاني في سياق التحرك صوب اتفاق سلام،" مضيفا أن الوفد الإسرائيلي أفاد بأن إسرائيل تنوي "اعتماد سياسة بشأن النشاط الاستيطاني تأخذ هذه الشواغل بعين الاعتبار."
ويجد نتانياهو نفسه الآن بين رئيس أمريكي جديد مهتم بإبرام اتفاقية سلام وحزب يميني عازم على إغراق حل الدولتين نهائياً. وفي مواجهة هذا الضغط السياسي وقضية التحقيق في الفساد، يتزايد احتمال أن يواجه الزعيم الإسرائيلي مصاعب قريباً في الانتخابات.