الجيش الأمريكي يُحقق في مسؤوليته عن إسقاط مئات الضحايا من المدنيين في سوريا والعراق بغارات في مارس

الشرق الأوسط
نشر
6 دقائق قراءة
الجيش الأمريكي يُحقق في مسؤوليته عن إسقاط مئات الضحايا من المدنيين في سوريا والعراق بغارات في مارس
Credit: Smart news agency

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- يُحقق الجيش الأمريكي فيما إذا كان مسؤولاً عن مقتل ما يقرب من 300 من المدنيين السوريين والعراقيين في ثلاث مجموعات مختلفة من الغارات الجوية هذا الشهر.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، إن هناك مزاعم بسقوط ضحايا من المدنيين في جميع الحالات الثلاث، لكن كل حالة مختلفة ومعقدة. وأضاف المسؤول أنه لا يوجد حتى الآن دليل على عدم اتباع الإجراءات العسكرية الأمريكية التي تحكم الغارات الجوية، كما أن الولايات المتحدة لا تفكر في وقف العمليات العسكرية.

وقال المسؤول إن احتمال أن تكون الولايات المتحدة مسؤولة عن بعض الوفيات أو جميعها يعتبر خطيراً بما يكفي، لدفع القيادة المركزية التي تشرف على العمليات في العراق وسوريا، لتعمل على مدار الساعة في محاولة لتقييم ما حدث بالضبط.

وأوضح مسؤولون أميركيون أن احتمال إسقاط الجيش الأمريكي ضحايا من المدنيين يُبرز التحدي المتزايد المتمثل في شن غارات جوية متزايدة على الأحياء المكتظة بالسكان في غرب الموصل والرقة.

الواقعة الأكبر حدثت في غرب الموصل، ويحاول الجيش الأمريكي تحديد ما إذا أسفرت القنابل التي أسقطتها الطائرات الحربية الأمريكية ما بين 17 مارس/ آذار و23 مارس/ آذار، عن سقوط أكثر من 200 مدني.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، إريك باهون: "شن التحالف عدة غارات بالقرب من الموصل وسنقدم هذه المعلومات إلى فريق الضحايا المدنيين لمزيد من التحقيق."

وكانت قوات التحالف الدولي أعلنت، السبت، أنها فتحت تحقيقاً رسمياً في سقوط ضحايا مدنيين في غرب الموصل، مؤكدة أن البيانات من تلك الفترة الزمنية تؤكد وقوع ضربات عسكرية ضد قوات تنظيم داعش "في الموقع الذي تفيد تقارير بوقوع ضحايا من المدنيين فيه" في 17 مارس/ آذار.

وأضاف البيان أن التحالف "يأخذ كافة ادعاءات وقوع ضحايا مدنيين على محمل الجد" وفتح التحقيق "لتحديد الوقائع المحيطة بهذا الاضراب وصحة الادعاء بأن الضحايا من المدنيين."

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية لـCNN إن الجيش يحاول تحديد عدد المدنيين الذين قتلوا إثر غارات الموصل وكيف يمكن أن يكون قد حدث ذلك. بعض الأسئلة التي يطرحها الجيش هي: هل قامت الولايات المتحدة بضرب المباني التي زُعم أن المدنيين قتلوا فيها، وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم تعلم الولايات المتحدة بوجود المدنيين هناك؟ وهل قامت القوات الأمريكية بضرب المباني الخاطئة وليس المقصود استهدافها؟ كم عدد المدنيين الذين قتلوا؟ هل قتلوا بسبب قنابل أمريكية أم كان هناك انفجار ثانوي من التفجيرات أو موجات الانفجار التي تسببت في مزيد من الدمار؟

ولم تستبعد الولايات المتحدة احتمال استخدام "داعش" لبعض المدنيين كدروع بشرية، ولكن المسؤول الذي لديه معرفة مباشرة بالتحقيق قال إن هناك حاجة ملحة لمعرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة مسؤولة بسبب حجم الأحداث.

غير أن المسؤولين الأمريكيين حذروا من صعوبة التحقق من التقارير المحلية لأن أمريكا ليس لديها أي أشخاص على الأرض وربما تكون غير موثوق بها لأنها تفتقر إلى التفاصيل الدقيقة التي يريد الجيش تحديدها.

وقال رئيس مجلس محافظة نينوى في العراق، بشار الكيكي، لشبكة CNN، إن ما لا يقل عن 200 شخص قتلوا في الأحياء الغربية في الموصل والأمل واليرموك في غارات جوية شنتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة والقوات الجوية العراقية في 22 و23 مارس/ آذار. وطالب المسؤول العراقي بوقف العمليات العسكرية في المنطقة حتى تُضمن سلامة المدنيين.

وأضاف الكيكي أن أغلب القتلى هم من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، متابعاً: "أعضاء مجلس محافظة نينوى يناشدون قوات الأمن العراقية وقف العمليات العسكرية في هذه المناطق فوراً حتتُ نضمن سلامة مئات الآلاف من المدنيين."

وقالت بسمة باسم، عضو مجلس مدينة الموصل، لشبكة CNN، إن عدد القتلى قد يرتفع بشكل كبير لأن عمليات الإنقاذ لا تزال جارية.

كما بدأ الجيش الأميركي تحقيقاً رسمياً في غارة جوية في 16 مارس/ آذار في شمال سوريا حيث ذكرت تقارير محلية أن أحد المساجد تعرض للقصف وقُتل ما لا يقل عن 40 شخصاً. وقال البنتاغون إنه لم تقع أي إصابات بين المدنيين في غارة 16 مارس، رغم أن العديد من تقارير وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت صوراً لإخراج جثث من الأنقاض.

وفي الساعات الأولى التي تلت غارات الطائرات الأميركية، أصرّ البنتاغون على أنه لم يُصب سوى مبنى يبعد نحو 40 قدماً عن المسجد، الذي قيل إن أعضاء تنظيم القاعدة كانوا يعقدون اجتماعاً فيه.

وقال الكابتن جيف ديفيس، المتحدث باسم البنتاغون، للصحفيين في 17 مارس/ آذار: "لا نقيّم حالياً وقوع ضحايا من المدنيين. كما تعلمون، نحن نتخذ دائماً إجراءات استثنائية للتخفيف من الخسائر في الأرواح المدنية إثر عملياتنا."

وفي الواقعة الثالثة، تقوم القيادة المركزية أيضاً بمراجعة غارة جوية على مدرسة، الأربعاء الماضي، قرب الرقة السورية. وقال نشطاء محليون إن الغارة الجوية ربما قتلت أكثر من 30 مدنياً كانوا يبحثون عن مأوى هناك. وقال المسؤول الأمريكي إن الولايات المتحدة تنفذ غارات في تلك المنطقة. وتحاول القيادة المركزية تحديد ما إذا كانت قد أصابت المبنى الصحيح، وما إذا كان هناك مدنيون داخل المبنى لم يعلم عنهم المسؤولون العسكريون الأمريكيون.