أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- كشف مسؤول أميركي رفيع المستوى لشبكة CNN أن "الجيش الأميركي والمخابرات الأميركية اعترضا اتصالات بين خبراء عسكريين وكيميائيين سوريين يتحدثون عن الاستعدادات لهجوم "السارين" الذي وقع في مدينة خان شيخون في محافظة إدلب، الأسبوع الماضي، وأدى إلى سقوط العشرات من الضحايا من المدنيين.
وكانت عملية الاعتراض هذه جزءاً من مراجعة فورية لجميع المعلومات الاستخبارية في الساعات التي تلت الهجوم لتحديد الجهة المسؤولة عن استخدام الأسلحة الكيماوية في هجوم خان شيخون الكيماوي الذي أسفر عن مصرع 70 شخصاً على الأقل. وقال مسؤولون أميركيون إنه "لا يوجد شك في مسؤولية الرئيس السوري بشار الأسد" عنه.
وقال المسؤول إن الولايات المتحدة لم تعرف أن الهجوم سيقع قبل تنفيذه. إذ تجمع الولايات المتحدة كمّاً هائلاً من الاتصالات في مناطق مثل سوريا والعراق، وفي كثير من الأحيان لا يتم فحص تلك الاتصالات إلا إذا كان هناك حدث معين يتطلب من المحللين العودة إليه والبحث عن مواد استخباراتية لتثبت نظرية ما.
وحتى الآن لا توجد معلومات استخباراتية اعترضها الجانب الأمريكي وتم العثور عليها مباشرة تؤكد أن مسؤولين عسكريين أو عناصر بالمخابرات الروسية أبلغوا عن الهجوم. ورجّح المسؤول الأمريكي أن الروس يمارسون الحذر البالغ فيما يتعلق باتصالاتهم لتجنب اعتراضها.
ونفت الحكومتان الروسية والسورية تورطهما في الهجوم الكيماوي.
وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في مؤتمر صحفي عُقد في البيت الأبيض، الأربعاء، إن البنتاغون يبحث احتمال تورط روسيا في الهجوم الكيماوي، مضيفاً: "أود أن أعتقد أنهم لم يكونوا على علم به، ولكن من المؤكد احتمال علمهم به."
ووفقاً لتقييم الولايات المتحدة الآن فإن سوريا أعادت إنشاء وحدة من الأفراد المرتبطين بالأسلحة الكيماوية، كانت موجودة قبل اتفاق 2013 الذي تعهدت فيه الحكومة السورية بالتخلي عن مخزونها من الأسلحة الكيماوية. وهناك بعض المؤشرات التي تدل على أنهم يحصلون على مساعدة خارجية.
وقال مسؤول عسكري أميركي للصحفيين في مؤتمر صحفي، الجمعة الماضية: "نعرف أن لديهم الخبرة، ونعتقد أنهم يحصلون على مساعدة."
وأضاف المسؤول: "نحن نعلم أن الروس لديهم خبراء كيماويين داخل الدولة، ولا يمكننا أن نتحدث عن أي تواطؤ بين الروس والنظام السوري علناً في هذه الحالة، ولكننا نقيّم بعناية أي معلومات من شأنها أن تكشف مساعدة الروس النظام السوري فيما يتعلق بالأسلحة الكيماوية أو حتى تحفظهم على معلومات حول ذلك."
ويُذكر أن مسؤولاً رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، قال الأسبوع الجمعة الماضية، إن الجيش الأمريكي يحقق على وجه التحديد فيما إذا كانت طائرة حربية روسية قد أسقطت قنبلة على مستشفى بعد 5 ساعات من الهجوم بهدف تدمير الدليل على وقوع هجوم خان شيخون.