كامليا انتخابي فرد تكتب لـCNN: ومن يريد أن يسمع شيئاً عن الشعب السوري؟

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
تقرير کاملیا انتخابی فرد
كامليا انتخابي فرد تكتب لـCNN: ومن يريد أن يسمع شيئاً عن الشعب السوري؟
Credit: YASIN AKGUL/AFP/Getty Images

هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- رحبت كثير من الدول الإقليمية والأوروبية بالضربة الصاروخية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد قاعدة الشعيرات العسكرية في سوريا. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ادعى أن الهدف من الضربة كان معاقبة وتأديب الرئيس السوري بشار الأسد الذي تم اتهامه باستخدام السلاح الكيماوي ضد شعبه في منطقة خان شيخون قرب إدلب في الأسبوع الماضي.

الصور المؤلمة لأشخاص أبرياء وهم يموتون بسبب الغاز السام لم يكن من السهل مشاهدتها بالتأكيد. مجلس الأمن الدولي عقد اجتماعاً طارئاً لمناقشة الأمر لكنه فشل في إصدار قرار أو التوصل إلى حل للتعامل مع الوضع.  قوة (الفيتو) في مجلس الأمن سلاح فعال تتمتع به الدول الخمس دائمة العضوية (الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا) وتستخدمه هذه الدول لخدمة مصالحها وعرقلة أهداف خصومها وتقليص نفوذهم وسلطتهم.

ورغم الآمال المعلقة على الأمين العام الجديد للأمم المتحدة، الذي تولى مهام منصبه في 1 يناير 2017، ورغم كل المبادرات التي لديه للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السياسية، إلا أن الضربة الأمريكية الأخيرة ضد سوريا وارتفاع حدة التوتر في المنطقة بين القوى العالمية، ولذلك فإن فرص التوصل إلى السلام في سوريا ليست جيدة للأسف على الإطلاق.

الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيرس دعا في 7 ابريل إلى ضبط النفس وتجنب تصعيد الموقف في سوريا، وذلك بعد أن ردت الولايات المتحدة على استخدام السلاح الكيماوي بضربة صاروخية.  وفي إطار شجبه لاستخدام الأسلحة الكيماوية، أكد الأمين العام للأمم المتحدة على أهمية التحقيق والمحاسبة في مثل هذه الجرائم وفقاً للمعايير الدولية المرعية وقوانين مجلس الأمن الدولي. وبعد الضربة الصاروخية لأمريكا ضد سوريا، أكد الأمين العام للأمم المتحدة على أهمية الحفاظ على ضبط النفس لمنع القيام بأي عمل يعمق مأساة ومعاناة الشعب السوري.

لكن يبدو أن من الصعب الحديث عن معاناة الشعب السوري في هذه المرحلة. ومع ذلك فإن هذا الأسبوع هو وقت المحادثات السياسية، ومن الضروري أن يعيد اللاعبون الأساسيون صياغة استراتيجياتهم وتغيير مواقفهم. إن ما يهمنا يجب أن يكون مصير اتفاقية وقف إطلاق النار التي ربما أنقذت حياة آلاف الناس، وإذا سقط هذا الاتفاق فإن التصعيد في سوريا ربما يشهد أسوأ حالة له على الإطلاق.

ربما كان هذا أكبر التحديات التي واجهتها الأمم المتحدة بعد وصول الأمين العام الجديد لمنصبه، ولذلك عليه أن يسعى للحفاظ على هذا الاتفاق المهزوز بعد هذه الحادثة غير المسبوقة، والتي تسببت بتوتر العلاقات بين روسيا وتركيا، وزيادة التقارب بين روسيا وإيران.

كل الجهود التي يبذلها أعضاء في المعارضة السورية والحكومة السورية في جنيف وأستانا يمكن أن تكون بلا فائدة إذا امتنعت الدول الراعية عن الاستمرار في المباحثات وانهار اتفاق وقف إطلاق النار.

هناك أيضا خطر بأن تخرج الأزمة السورية تماماً من حدود السيطرة ويستمر التصعيد لسنوات أخرى قادمة إذا فشلت الأمم المتحدة في لعب دور مركزي. ما لم تتم مناقشته هو مصير الشعب السوري الذي عانى أكثر من أي طرف آخر وضاعت حياة جيل كامل من أبناء هذا البلد في خضم الحرب والمواجهات والتعذيب، وفي خيام اللاجئين.

الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو جوتيريس قال أن "هذه الأحداث تثبت أهمية اعتقادي أنه لا يوجد طريقة لحل الصراع إلا في إيجاد حل سياسي." جوتيريس دعا جميع الأطراف في 7 ابريل إلى تجديد التزامهم للتوصل إلى تقدم في محادثات جنيف بين السوريين أنفسهم.

فهل هناك آذان تصغي إلى الأمين العام المتحدة.