طهران، إيران (CNN) -- وجّهت السلطات الإيرانية تحذيرا شديد اللهجة من مغبة محاولة تكرار أحداث "الحركة الخضراء" الاحتجاجية التي نفذها إصلاحيون خلال انتخابات عام 2009 الرئاسية، وذلك في وقت تشتد فيه حماوة الحملات الانتخابية في البلاد، بينما قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، إن الانتخابات ستكون "ذخرا للبلاد" رغم أنف من وصفهم بـ"الإعداء."
التحذير من مغبة محاولة تكرار المظاهرات التي شهدتها إيران ضمن ما عُرف عام 2009 بـ"الحركة الخضراء" جاء على لسان مدعي عام العاصمة طهران، عباس جعفري دولت آبادي، الذي قال إن إيران "شهدت قبل سنوات من الآن إقامة انتخابات مغايرة ومختلفة، وكذلك هو الحال في الانتخابات القادمة التي يتوجب أن تقام في أجواء آمنة، وتنافسية، وصحيحة."
وحذّر دولت آبادي من مغبة التحرك في الشارع قائلا إن السلطة القضائية "سوف تتعامل قانونياً مع أي إجراء غير قانوني قد يقوم به المرشحون بعد منحهم الأهلية، أو مسؤولو الحملات الدعائية." مضيفا أن قوى الأمن "كُلفت باتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع أي خرق للقوانين خلال المرحلة الانتخابية."
ونبّه مدعي عام طهران، وفقا لما نقلت عنه وكالة "تسنيم" الإيرانية شبه الحكومية، إلى أن هناك من يفكر بتكرار الأحداث المريرة التي وقعت في العام 2009، قائلاً: "السلطة القضائية وجميع المسؤولين سوف لن يسمحوا لشرذمة بضرب الأمن في البلاد أو تعكير صفو الانتخابات" في إشارة إلى المظاهرات التي خرجت ضد إعادة انتخاب الرئيس السابق، محمود أحمدي نجاد، متهمة السلطات بتزوير النتائج.
من جانبه، أعرب المرشد الإيراني، علي خامنئي، عن أمله في "انتخابات نزيهة وبمشاركة واسعة ستكون ذخرا للبلاد وتصونها" على حد قوله. وأضاف: "رغم أنوف الأعداء الذين يوسوسون على الدوام - وسائل الإعلام المعادية التي تسعى لزعزعة الانتخابات بشكل من الأشكال - الشعب الإيراني إن شاء الله ببصيرته المعتادة، بوعيه الذي أبداه على الدوام، سيقابل هذا الحراك العدائي."
خامنئي، الذي كان يتحدث في لقاء مع قادة الجيش، قال إن الانتخابات "مثال على سيادة الشعب في نظام الجمهورية الإسلامية، وأمراً يبعث على الاعتزاز والفخر، والمجد، والقو" داعيا الجميع إلى "إدراك قيمة الانتخابات، والعمل على تهيئة الأجواء أمام إقامة انتخابات حماسية، ونشطة، ونزيهة وآمنة وبمشاركة واسعة."
يشار إلى أن إيران تشهد في 19 مايو/أيار المقبل انتخابات رئاسية مصيرية تضع الرئيس المقرب من التيار الإصلاحي، حسن روحاني، بمواجهة مع التيار المتشدد الذي يتكتل حول مرشحين أبرزهم إبراهيم رئيسي، علما أن عملية الترشيح شهدت عودة الرئيس السابق، محمود أحمدي نجاد، وذلك في وقت تشتد فيه التوترات بين طهران وواشنطن على خلفية الملف النووي والسياسات التي تتبعها إيران بالمنطقة.