القاهرة، مصر (CNN)-- نفى وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، سالم عبدالجليل، أن يكون قد تم إيقافه عن الخطابة بالمساجد بقرار من وزير الأوقاف، بعد حالة الجدل التي أثيرت حوله بشأن ما قاله عن المسيحيين، وأنه ليس تابعا لوزارة الأوقاف حتى يتم إيقافه عن العمل، بحسب ما قاله لموقع CNN بالعربية.
وقال سالم عبدالجليل، إنه لم يعتذر عما قاله، ولكنه أصدر بيانا اعتذر فيه لمن جرحوا من كلامه فقط، لأنه مؤمن بما قاله وهذا ما جاء في القرءان الكريم، وإنه كان يتوقع أن يحدث كلامه حالة من الجدل ولكن ليس بالشكل الذي تم .
وكان هذا نص الحوار:
- لماذا أصدرت بيانا تعتذر عما قلته في برنامجك على إحدى المحطات الفضائية؟
لم أعتذر عن الكلام الذي قلته في برنامجي، بل أني متمسك بكل كلمه قلتها، لكني أصدرت بيانا للاعتذار لمن جرحوا من هذا الكلام، فأنا أقدم برنامجا يوميا على قناة "المحور" لتفسير القرءان الكريم منذ عام ونصف العام، بدأت بالفاتحة حتى وصلت الى سورة ال عمران، ومنها الآية الكريمة التي أثارت الأزمة التي حدثت.
- هل تم تأويل كلامك؟
لم يتم تأويل ما قلته على الإطلاق، ما قلته هو ما تم تداوله، وقلت إن المسيحيين أصحاب عقيدة فاسدة، ولكن قلت في نفس الوقت إننا نحبهم ويجب أن يكون بيننا كل الود لأنهم أخواتنا، ومشكلة غيري إنه يقول نفس هذا الكلام ويصمت، فيحتمل كلامه أوجه عديدة.
- هل توقعت أن يُحدث تفسيرك كل هذا الجدل واللغط؟
لم أتوقع ذلك على الإطلاق، بل فوجئت بهذا اللغط، فأنا لست من هواة الإثارة، ولو كنت من أنصارها لأحدثت ذلك من سنوات، لأني أظهر في وسائل الإعلام منذ 20 عاما.
- كيف تعاملت مع حالة الإثارة التي حدثت حولك مؤخرا؟
لم أفعل شيئا، وماذا سأفعل؟ أرد بهدوء على الأسئلة التي توجه لي، وقد فوجئت بحالة الجدل والإثارة حول الكلام الذي قلته، فكل القنوات الفضائية تتحدث عن هذا الموضوع في وقت واحد، وهذا أعطاني انطباعا بأن الأمر ليس طبيعيا، وهذا يعود الى أمر من أمرين، إما أن هناك من يحرك الأمور نحو الاتجاه الحادث الآن، أو لاستهداف شخصي .
- ما هو التفسير الأقرب لك؟
الأقرب لتصوري أن هناك من يحرك الأمور ضدي بشكل شخصي، فمنذ ما يقرب من شهرين اتصلت بي مواطنة مصرية مسيحية، أكدت لي إنها تتابع برنامجي، ومن وقتها ولدي شعورا بأن هناك من أقلقه هذا الكلام.
- هل تحدث معك لإصدار بيانك الأخير؟
لم يتحدث معي أحد على الإطلاق بشأن البيان الذي أصدرته، وليس لدي مستشارين سواء على المستوى الشخصي أو المهني.
- كيف رأيت قرار القناة بوقف برنامجك؟
كانت مفاجأة بالنسبة لي، لأني لم أتوقع أن تكون هناك أزمة بهذا الحجم، ولكن عندما شعرت بقلق مسؤولي القناة، أعطيت العذر لصاحب القناة، حسن راتب، لأن من حقه الحفاظ على مؤسسته والعاملين فيها، حتى لا تتعرض القناة لأزمة، وأنا في النهاية شخص بمفرده، وقبلت أن أدفع ثمن ما حدث بعيدا عن بقية العاملين في القناة.
- هل تتوقع هدوء الأوضاع؟
اعتقادي الشخصي أن الأمر سيهدأ في المطلق وسريعا، لأن وتيرة الأحداث تصاعدت سريعا وستهدأ بسرعة، إلا إذا تحركت بعض الدعاوي القضائية، فهذا سيجعل الأزمة في بؤرة الأحداث.
- هل تقلق من الدعوى القضائية؟
لست قلقا وقابل كل شيء.
- هل تفكر في اعتزال البرامج التليفزيونية بعض الوقت؟
برنامجي اليومي الذي كنت أقدمه توقف، وسأنتظر حتى يصلني عرض من قناة تليفزيونية أخرى، وقتها سأعود للتليفزيون.
- هل ترى أن هناك استهدافا للأزهريين في الفترة الأخيرة؟
ليس لكل الأزهريين، ولكن للرموز منهم، ولدي هذا الشعور منذ فترة طويلة وليس من الأن فقط، وما حدث معي ليست الواقعة الأولى، ولكن هذه الأزمة أخذت بُعدا كبيرا بعض الشيء.
- هل لديك تفسيرا لهذا الأمر؟
ما أنا مقتنع به أن هناك من لا يريد أن يكون هناك رمزا إسلاميا تلتف حوله الناس.
- من تقصده؟
ليس مهما تحديد الاسم.
- كيف استقبلت قرار وزير الأوقاف بإيقافك عن الخطابة؟
ليس لي علاقة بوزير الأوقاف، ولست تابعا له ولا علاقة بيننا، ولست خطيبا في وزارة الأوقاف وليس معي تصريحا بالخطابة، كنت وكيل وزارة الأوقاف وانقطعت عن العمل وذهبت للأزهر بعد وصول الإخوان المسلمين للحكم، وبعد نجاح ثورة يونيو 2013، كُلفت بتسيير عمل وزارة الأوقاف، استمر ذلك لمدة اسبوع ورحلت بعد أن اعترضت على أمرا ما، فجاء الوزير الحالي بدلا مني واستقبلته بمكتبي واستقلت، ومن يومها ليس لي علاقة بوزارة الأوقاف، فأنا خطيب في مسجد خاص.
- لماذا أصدر وزير الأوقاف قرارا بوقفك عن الخطابة؟
كل شخص يسعى لكسب أرض لصالحه على حسابي، وعندما قلت هذا الكلام كنت أتوقع أن يكون له رد فعل ولكن ليس بهذه القوة التي حدثت، وكان يجب قوله لأنه بالنسبة لي عقيدة دينية أنا مؤمن بها، فأي موقف أنا قابل به وراض تماما.