هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- من بين المرشحين الستة للانتخابات الرئاسية في إيران، انسحب أحدهم من السباق في 15 مايو/ أيار الجاري.
أكثرهم إثارة للجدل، عمدة طهران الحالي، محمد باقر قاليباف، انسحب لصالح مرشح محافظ آخر، إبراهيم رئيسي.
ومن بين الخمسة المتبقين في السباق، تفيد التكهنات بأن إسحاق جهانغيري (النائب الأول للرئيس الحالي) سيغادر السباق أيضاً لصالح حسن روحاني. وبصرف النظر عن قرارات المرشحين الآخرين، مصطفى مير سليم ومصطفى هاشمي طبا، فإن السباق بين رجلي الدين، روحاني ورئيسي.
في هذه الانتخابات هناك جانبان، المعسكر الذي ينتمي للمعتدل إلى شبه-الإصلاحي، روحاني، والآخر المتمثل بالمتشدد إلى شبه-المحافظ، رئيسي.
إبراهيم رئيسي هو رجل بعمامة سوداء، يدير المؤسسة الخيرية "آستان قدس رضوي" التي تحظى بنفوذ واسع، وعُيّن في ذلك المنصب من قبل المرشد الأعلى بإيران، علي خامنئي.
ولعل أكبر كابوس للنظام هو ملاحظة أن إقامة انتخابات رئاسية كل أربع سنوات، تؤدي إلى انفتاح المجتمع قليلاً وسماع الجمهور لأشياء محرمة في أي وقت آخر من العام.
ولحاجة النظام لإثبات أن لديه قاعدة شعبية بين الناس وأنه يحظى بالشرعية، يُحبّذ حصول المرشح الفائز على عدد كبير من الناخبين كشهادة للدعم الذي يحظى به، وهذا هو أهم شيء لخامنئي بصرف النظر عن هوية الرئيس المقبل.
ويبدو أن الانتخابات بين روحاني بعمامته البيضاء، ورئيسي بعمامته السوداء، كل منهما يحاول إثبات أن لديه أكبر عدد من الأنصار. ورغم أن الرئيس الأسبق والشخصية الأكثر شعبية في تاريخ إيران، محمد خاتمي، يظهر على وسائل التواصل الاجتماعي لدعم حسن روحاني، فإن الموجة التي يحتاجها لانتصاره التاريخي لم تكتمل بعد.
ولم يتبق سوى ثلاثة أيام حتى انعقاد الانتخابات الجمعة المقبلة، 19 مايو/ أيار، ويسعى الإصلاحيون والمتشددون لجذب أكبر عدد من الناخبين.
ذكر روحاني بوضوح، الاثنين الماضي، خلال تجمع لمؤيديه أنه بحاجة إلى أكثر من 51 في المائة من مجموع الأصوات لبعض الأمور الهامة. وهذا يعني أنه يحتاج إلى إقبال كبير ليفي ببعض الوعود مثل إنهاء ست سنوات من الإقامة الجبرية لزعيمين معارضين، وهما مير حسين موسوي ومهدي كروبي.
كما أن الإصلاحات الاقتصادية التي وعد بها الناس تحتاج إلى علاقات أفضل مع المجتمع الدولي ومفاوضات مع الولايات المتحدة لرفع العقوبات التي لا تتصل بالبرنامج النووي الإيراني.
من الصعب تقدير ما إذا كان النصر التاريخي الذي يحتاج إليه سيتكرر مرة أخرى مثلما حدث قبل أربع سنوات، ولكن البعض يتوقع أن يهزم روحاني منافسه بسهولة الجمعة المقبلة.