هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- الفرص المتاحة للناس في إيران للتعبير عن أنفسهم بسعادة وليطلق الشباب طاقاتهم، نادرة ومحدودة للغاية.
إحدى تلك المناسبات النادرة هي وقت الانتخابات التي يمكن لأنصار المرشحين فيها الرقص في الشارع أو الغناء أو الاستماع إلى الموسيقى المحرمة علناً دون وجود مخاوف من الشرطة الأخلاقية أو قوات الأمن الإسلامي.
يظهر الشباب بحلاقات الشعر العصرية والفتيات الجميلات بالمكياج الصارخ على شاشات التلفزيون الرسمي ليكشفوا مستوى التسامح والمجتمع المنفتح في إيران.
ولكن الحقيقة مختلفة جداً، إذ أن هؤلاء الناس الذين يرقصون ويغنون ليسوا هناك للتصويت أو حتى لدعم المرشحين. إنهم هناك للحصول على المتعة وللترويح عن غضبهم ولإطلاق طاقاتهم.
لا يزال المرشحان الرئيسيان يفعلان كل ما بوسعهما ليُظهر كل منهما أنه أفضل من الآخر، في اليوم الأخير من الوقت الرسمي للحملات، الأربعاء 17 مايو/ أيار الجاري، في طهران وغيرها من المدن الكبرى.
حتى في مدينة مشهد المقدسة التي هي موطن المزار الشيعي للإمام الثامن، تظهر مقاطع فيديو من مساء الثلاثاء الماضي، والدي جي يقدم موسيقى محظورة ضمن أحداث حملة المرشح المتشدد إبراهيم رئيسي.
لا توجد إحصائيات تخبرنا ما إذا كان كل هؤلاء الذين يهتفون في الحدث سيصوتون يوم الجمعة 19 مايو/ أيار الجاري، ولكن رغبتهم في إقامة مجتمع منفتح هو أحد الأسباب التي جذبتهم للمشاركة في تجمع الانتخابات.
ولتوحيد جميع الناخبين الإصلاحيين، انسحب إسحاق جهانغيري، المرشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية والنائب الأول للرئيس الحالي، حسن روحاني، ودعا أنصاره للتصويت لروحاني.
ومن جانب آخر، أرسل الزعيمان المعارضان، اللذان يخضعان للإقامة الجبرية، مير حسين موسوي ومهدي كروبي، رسالة عبر أقربائهما، بأنهما سيصوتان لصالح روحاني.
ورغم كل الجهود، لم تكتمل الحركة الكبيرة التي يجب أن تجتاح المجتمع للاتحاد وراء روحاني. بالطبع يمكن التنبؤ بأن هذه الحركة ستحدث يوم الانتخابات، الجمعة 19 مايو/ أيار الجاري.
وقال وزير الداخلية، الثلاثاء، إنه لن يكون هناك إعلانات عن نتائج جزئية، وإن النتيجة النهائية ستُعلن مرة واحدة عندما ينتهي الفرز النهائي، ما قد يستغرق يوماً أو يومين، وعني ذلك أن النتائج قد تظهر فقط يوم السبت أو الأحد المقبل.
وفي الانتخابات السابقة، أعلنت نتائج جزئية بعد التصويت خلال ساعات المساء.
ربما لتجنب أي اشتباكات بين أنصار روحاني ورئيسي، وأيضاً للسيطرة على الإثارة العامة حول الإعلان، قُرر تمديد الوقت لتهدئة المشاعر العامة وتجنب أي سيناريو لا يمكن التنبؤ به.
وقال روحاني لمنافسيه في تصريحات أمام حشود من أنصاره في مدينة زنجان، الثلاثاء: "لا تكذبوا على الشعب، إيران ليست ما يحدث خلال هذه الأيام الثلاثة أو الأربعة الماضية."
صحيح أن الشباب يعرفون أن إيران ليست ما يحدث خلال وقت الحملات الانتخابية، ويستغلون ذلك الوقت للتعبير عن أنفسهم قبل انتهاء الفترة الزمنية لهذا المجتمع المنفتح، يوم الخميس، 18 مايو/ أيار الجاري.