كيف ستختلف زيارة ترامب للسعودية عن زيارة أوباما لمصر في 2009؟

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
كيف ستختلف زيارة ترامب للسعودية عن زيارة أوباما لمصر في 2009؟
Credit: Getty Images

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- قال مصدر مسؤول شارك في التخطيط للمحطة الأولى من جولة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والتي هي المملكة العربية السعودية، إن هذه الزيارة أعدت بشكل محدد لدحض الانطباعات عن أن ترامب معاد للمسلمين، وذلك بعد بعض الأفعال التي أثارت العالم الإسلامي مثل المرسوم التنفيذي بحظر دخول مواطنين من بعض الدول الإسلامية للولايات المتحدة، ودعوته خلال الحملة الانتخابية إلى منع دخول المسلمين للدولة.

وسيلقي ترامب، الأحد، خطاباً عن الإسلام أمام ما لا يقل عن 50 من قادة الدول الإسلامية. وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، هربرت ريموند ماكماستر، إن ترامب عبر خطابه "سيطور رسالة قوية تتسم بالاحترام بأن الولايات المتحدة والعالم المتحضر بأكمله يتوقع من حلفائنا المسلمين اتخاذ موقف قوي ضد الأيدولوجيا المتطرفة الإسلامية التي تستخدم تفسيرا خاطئا للدين لتبرير جرائمها ضد الإنسانية." وأضاف ماكماستر أن الرئيس الأمريكي "سيدعو قادة العالم الإسلامي لتطوير رؤية سلمية للإسلام".

وقال مسؤول أمريكي إن ترامب لن يستخدم عبارة "الإرهاب الإسلامي المتطرف" في خطابه، وفق النسخة الحالية للخطاب، الذي كتبه ستيفن ميلر، مهندس قرار ترامب، بحظر السفر الذي يقضي بمنع دخول مواطني 7 دول إسلامية هي إيران والعراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان والصومال إلى الولايات المتحدة.

مقارنة بأوباما

سيكون ترامب الرئيس الثاني على التوالي الذي تناول العلاقات الأمريكية مع العالم الإسلامي في خطابه الخارجي الأول من دولة إسلامية.

إذ يُذكر أن الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، ألقى خطاباً موجهاً للعالم الإسلامي من القاهرة، استشهد فيه بآيات من القرآن وسلط الضوء على إسهامات الإسلام في العالم، أمام الآلاف من طلاب جامعة القاهرة، في محاولة لفتح صفحة جديدة فيما يتعلق بسياسات سلفه، جورج بوش، التي شهدت نشر عشرات الآلاف من القوات الأمريكية في دول إسلامية.

وقال أوباما في القاهرة: "لقد جئت إلى هنا للبحث عن بداية جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، استناداً إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل، وهي بداية مبنية على أساس حقيقة أن أمريكا والاسلام لا يعارضان بعضهما، ولا داعي أبداً للتنافس فيما بينهما، بل لهما قواسم ومبادئ مشتركة يلتقيان عبرها، ألا وهي مبادئ العدالة والتقدم والتسامح وكرامة كل إنسان."

ولكن رئاسة أوباما لم تشهد تغييرات واسعة في السياسة الأمريكية بالشرق الأوسط، كما أن الزيادة الحادة في الهجمات بالطائرات بدون طيار التي أشرف عليها أدت إلى تفاقم العداء تجاه الولايات المتحدة في المنطقة من بعض النواحي.

ولكن ترامب لن يخاطب الطلا والنشطاء عندما يبدأ دوره في تحسين العلاقات الأميركية الإسلامية. إذ عوضاً عن ذلك، سيتحدث ترامب أمام عدد كبير من القادة الذين يمثلون مئات ملايين المسلمين. هؤلاء القادة هم على الأرجح أكثر استعداداً – وحتى حرصاً - لقبول ترامب والتغاضي عن تصريحاته السابقة خلال حملته الانتخابية.

وصرح مسؤولون سعوديون للصحفيين قبيل زيارة ترامب أنهم تشجعوا بموقف إدارة ترامب المناهض لإيران - وهو تحول مقارنة بجهود إدارة أوباما للتواصل مع إيران. هذه المشاعر تتشاطرها دول الخليج وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط.

كما ترحب العديد من هذه البلدان أيضاً برفض ترامب التصريحات العلنية التي تدين انتهاكات حقوق الإنسان على أراضيها، حيث قال مسؤولو ترامب إنه يفضل بدلا من ذلك مناقشة تلك القضايا بشكل خاص.

وقال مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض قبل زيارة ترامب للسعودية: "لن نُحاضر على أحد."

لكن ترامب سيحتاج إلى أن يتذكر أن جمهوره ليس فقط القادة الذين سيستمعون إلى كلماته ويهنئونه على خطابه طالما استمرت سياساته في المنطقة على نفس المسار. فإن الملايين من المسلمين الذين يعيشون في تلك البلدان سيستمعون إليه أيضاً.

وقال رضوان مسمودي، رئيس مركز دراسة الإسلام والديمقراطية: "في الوقت الذي نحتاج فيه إلى هذه الحكومات العربية والحكومات الإسلامية كحلفاء لنا، نحتاج أيضا إلى إرسال رسالة إلى الشعوب في هذه البلدان الإسلامية بأننا نؤيد حقوقهم.. قيم حقوق الإنسان والمساواة وحرية الاختيار.. هذه قيم عالمية وليست قيما أمريكية أو إسلامية."