بقلم نيك روبرتسون، مراسل CNN الدولي للشؤون الدبلوماسية
الرياض، المملكة العربية السعودية (CNN) – بكلمته الواضحة التي ألقاها في الرياض، والتي قال فيها إن "أصدقاء" أمريكا لن يشكوا أبدا في الدعم الذي سيحصلون عليه منها، سعى الرئيس دونالد ترامب إلى تبديد التوقعات بتراجع الطموحات الأمريكية في الشرق الأوسط.
وسواء كان ذلك أمرا مخططا أم جاء عن طريق الصدفة، فإن مواقف ترامب
جاءت متطابقة مع ما أعلنه قبل خمس سنوات في جلسة مشابهة وزير الخارجية
الروسي، سيرغي لافروف، الذي قال لقادة الدول العربية في قمتهم
المنعقدة بالقاهرة إن روسيا "تقف دائما خلف حلفائها."
في ديسمبر/كانون الأول 2011 لم تحرك إدارة الرئيس الأمريكي، باراك
أوباما، ساكنا من أجل منع سقوط الرئيس التونسي الأسبق، زين العابدين
بن علي، أو نظيره المصري، حسني مبارك، خلال الربيع العربي. أما
لافروف، فكان في تلك السنة نفسها يحاول كسب ود المزيد من الحلفاء
العرب في المنطقة، أما اليوم فإن بلاده هي نقطة رئيسية في قضية داخلية
أمريكية تتعلق بعمليات قرصنة وممارسة تأثير سياسي.
إذا عدنا إلى الحاضر نجد أن ترامب يضع حلفائه العرب أمام مسؤوليتهم عبر دعوتهم إلى "التصدي الجدي لأزمة التطرف الإسلامي والمجموعات الإرهابية الإسلامية التي تستلهم ذلك الفكر. طريقته لتسويق أفكاره تعتمد على عرض الأمور على أساس أن الجميع في مركب واحد، وهي طريقة تسويقية قد لا تكون سهلة نظرا لماضي تصريحاته المعادية للإسلام، والتي أطلقها خلال حملته الانتخابية.
ترامب خاطب قادة الدول العربية والإسلامية الذين اجتمعوا للاستماع إليه بالقول: "نحن لسنا أمام معركة بين الأديان والمذاهب المختلفة، وإنما معركة بين الخير والشر.. لسنا هنا لنحاضر عليكم أو لنعلم الناس كيف يعيشون حياتهم وما يمكنهم أو لا يمكنهم فعله أو كيف يؤدون عباداتهم. نحن هنا لنعرض الشراكة القائمة على المصالح والقيم المشتركة."
ولكن التحدي الأكبر بالنسبة لترامب قد لا يتمثل في مضمون رسالته وإنما في المبالغة الكبيرة التي أحاطت بالزيارة، فالسعودة اعتبرتها "زيارة تاريخية" وقال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إنها "تفتح صفحة جديدة تماما بين الغرب والعالمين العربي والإسلامي".
التحدي قد يكون في وضع كل تلك الآمال على رجل واحد، وخاصة إذا كان هذا الرجل هو ترامب، الذي يحمل الكثير من الأعباء الخاصة بالمواقف تجاخ الإسلام والذي دأب أيضا على تحدي التوقعات المرتجاة منه.
ترامب ليس الرئيس الأمريكي الوحيد الذي جاء إلى السعودية وهو يأمل بأن تغطي نجاحاته الخارجية على المصاعب التي يواجهها في الداخل الأمريكي، ولكن المكاسب التي قد يحصدها من خطابه قد لا تكون أكثر من شعاع ضوء صغير مقارنة بعاصفة النيران التي تضرب البيت الأبيض.