دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مساء الجمعة، في كلمة بعد الهجوم الذي استهدف حافة للأقباط في المنيا وأسفر عن مقتل 28 شخصا، أن الهدف من هذه الهجمات هو إسقاط الدولة المصرية، مشددا على ضرورة معاقبة الدول التي تدعم الإرهاب.
وقال السيسي: "أتقدم بالتعازي لكل الشعب المصري ولكل المصريين على الشهداء الذين سقطوا اليوم من أهل مصر ومن أبناء مصر، واسمحوا لي أن أقول لكل المصريين من فضلكم أرجوا أن تنتبهوا لكل كلمة أقولها.. الهدف مما يتم فعله هو إسقاط الدولة المصرية، وهم في استراتيجيتهم التي يعملون بها يعلمون جيدا أن تماسك الدولة والمصريين لابد من كسره وأنا لا أقول كلاما جديدا ولكن أكرره للتأكيد عليه".
وأضاف: "تابعوا على المواقع استراتيجية داعش في مواجهة مصر، يريدون عمل فتنة بين المصريين مسيحيين ومسلمين، وكيف يقولون للمسيحيين في مصر إن الدولة المصرية لا تقوم بحمايتكم بالشكل الكافي، وأنكم لستم آمنين في مصر... وخلال الشهور الماضية في كنيسة البطرسية وكنيسة طنطا وكنيسة الإسكندرية هذه هي الرسالة، واليوم هذا العمل هدفه أن يقولوا للمصريين إن التماسك بين المصريين مسيحيين ومسلمين لازم ينكسر وهذا هو الهدف".
وتابع بالقول إن "منذ عدة أشهر، حوالي 5 أو 6 أشهر، أبلغت الأجهزة وقلت لهم انتبهوا مهمتهم في سوريا انتهت، ودمروا سوريا، وعندما بدأ المقاتلون الخروج من حلب منذ 5 أشهر أو أكثر، قولت لهم انتبهوا لأن جزء من المقاتلين سوف يأتي إلينا، انتبهوا لهم وسوف يتحركوا في اتجاه سيناء واتجاه المنطقة الغربية بالحدود المشتركة مع ليبيا".
وأشار السيسي إلى فترة سقوط النظام في ليبيا، وقال: "كنا حذرين ونعلم أنه سيأتينا من هناك شر كبير، وقواتنا كانت موجودة على الحدود، حتى أثناء وجود النظام السابق في مصر.. وخلال العامين الماضيين فقط دمرنا حوالي ألف سيارة دفع رباعي عبرت الحدود إلى مصر، منهم 300 سيارة خلال الشهور الثلاثة الماضية فقط.. كل ذلك كان ينوي استهداف المصريين وأمننا".
وأضاف: "هناك جهد كبير جدا يبذل لحماية شعبنا وأرضنا، وما حدث اليوم لن يمر بسهولة، المعسكرات التي خرجت منها والتي يتم التدريب فيها، تم توجيه ضربة قوية جدا لها، ومصر لن تتردد أبدا في توجيه ضربات لمعسكرات الإرهاب في أي مكان.. ونحن في مصر لا نتآمر على أحد ولا نعمل في الخفاء، بل نعمل بوضوح لأننا نحافظ على شعبنا والأمن القومي المصري، ونتصدى لمن يعتدي على أمننا كما ينبغي... سواء كان ذلك داخل أو خارج مصر... ولن نتردد في حماية شعبنا من الشر وأهله".
وتابع السيسي: "أقول للمجتمع الدولي أطلقنا خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية استراتيجية تمكننا من الصمود وهزيمة أهل الشر.. والدول التي تدعم الإرهاب وتقدم له المال والسلاح والتدريب يجب أن تعاقب، ولا مجاملة ولا مصالحة معهم. وأوجه ندائي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأقول له أثق في كلامك وقدرتك على أن تكون مهمتك الأولى مواجهة الإرهاب في العالم بالتعاون مع كل دول العالم المحبة للسلام والإنسانية والأمن والاستقرار".
ووجه السيسي حديثه للمصريين، قائلا: "انتبهوا وحافظوا على تماسككم رغم الألم والجرح ولكننا ندفع ثمنا كبيرا من أجل بلدنا حتى لا تقع في يد التطرف والإرهاب وحتى لا تصبح مصر قاعدة للراديكالية في العالم.. وهم يقولون إن مصر إذا سقطت سقط العالم والهدف إسقاط الاقتصاد والاستقرار في مصر".
وأضاف السيسي أن "الحرب التي نخوضها بالنيابة عن العالم كله للحفاظ على الأمن والسلام ليس فقط في مصر أو المنطقة فقط وإنما في العالم كله، وعلى العالم أن يتحد في مواجهة هذا الشر وقد تم تنظيم وإطلاق مركز مكافحة الفكر المتطرف في السعودية ونحن أعضاء فيه وعلينا جميعا التحرك لمواجهة هذا الفكر المتطرف".
وتابع بالقول: "وجهنا ضربة للمعسكرات التي خرجت منها العناصر الإرهابية ولن نتردد في تكرار هذه الضربات، والعناصر داخل مصر لن نتردد في أن نواجههم ونلاحقهم في كل مكان. وأقول لأجهزة الأمن إن أمن واستقرار مصر والمصريين أمانة في رقبتكم وفي رقبتنا جميعا".