مقال لبيتر بيرغن، محلل شؤون الأمن القومي في شبكة CNN، ونائب رئيس مؤسسة "أمريكا الجديدة" وأستاذ ممارسة في جامعة أريزونا الأمريكية، ومؤلف كتاب "الولايات المتحدة الجهادية: تقرير عن إرهابيي أمريكا محليي المنشأ."
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- تفجير الشاحنة المفخخة في كابول، الأربعاء، الذي أسفر عن مقتل 90 شخصاً وإصابة 400 آخرين، يُبشر بما قد يكون رمضاناً مميتاً (الذي بدأ الجمعة).
في الماضي، كان رمضان يُعد شهراً للسلام والطمأنينة. إذ طالب مبعوثو الأمم المتحدة وزعماء العالم وحتى جماعات المتمردين بوقف إطلاق النار في الأجزاء التي يتمركزون فيها من العالم.
لكن "داعش" لديه خطط أخرى. إذ رغم أن شهر رمضان هو الشهر الذي تصوم وتصلي فيه الغالبية العظمى من المسلمين، فإن "داعش" يطالب أتباعه بارتكاب أعمال إرهابية شنيعة.
ولم يكن هذا العام مختلفاً. إذ دعا "داعش" إلى شن هجمات خلال شهر رمضان عبر قناة على "يوتيوب" وعبر إحدى مجلاته الإلكترونية "رومية".
ويبدو أن الإرهابيين قد يستجيبون لدعوات "داعش". إذ في مصر، أطلق مسلحون النار على حافلة تقل أقباطاً، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 28 شخصاً، الجمعة الماضية. وزعم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم.
وتسبب تفجيران في بغداد بمقتل ما لا يقل عن 22 شخصاً، الثلاثاء. وفي هجوم خسيس بشكل خاص، انفجرت إحدى القنابل خارج متجر للآيس كريم. وذكرت CNN أن أغلب الضحايا كانوا من النساء والاطفال. وأعلن "داعش" مسؤوليته عن التفجيرين أيضاً.
ويأتي تفجير كابول الضخم، الذي وقع في حي السفارات في وسط المدينة. وكان معظم الضحايا، كما هو الحال في كثير من الأحيان بمثل هذه الهجمات، من الأفغانيين العاديين، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى، الذي يبلغ الآن 90 شخصاً.
ونفت حركة "طالبان" مسؤوليتها عن تفجير كابول، ما قد يعني أن "داعش" كان مسؤولاً عن هذا الهجوم أيضاً.
ولكن إذا كنا سنتعلم من التاريخ، فإن هذه الهجمات خلال رمضان يُرجح ألا تقتصر على الشرق الأوسط وآسيا.
إذ في أواخر مايو / أيار 2016، دعا متحدث باسم "داعش" إلى شن هجمات في الغرب خلال شهر رمضان.
وبعد أقل من شهر، في 12 يونيو / حزيران 2016، قتل عمر متين 49 شخصاً في ملهى ليلي للمثليين في أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية. وكان متين قد تعهد بالولاء لتنظيم "داعش" خلال هجومه، الذي يُعد أسوأ هجوم إرهابي وقع على الأراضي الأمريكية منذ هجمات 11 سبتمبر عام 2001.
أخبرني مايكل سميث الثاني، المحلل الأمريكي الذي يتابع بعناية دعاية "داعش"، أن خدمة "ناشر" الإخبارية التابعة لـ"داعش" دعت الأسبوع الماضي إلى شن هجمات في الغرب تشابه نداءات "داعش" لمثل هذه الهجمات العام الماضي.
ويجب أن تؤخذ هذه التحريضات على محمل الجد. خاصة في يوم الـ27 من رمضان، التي تُعتبر على نطاق واسع "ليلة القدر".
في عام 2016، صادف يوم 27 من رمضان 2 يوليو/ تموز. هذا هو نفس اليوم الذي ذبح فيه عناصر "داعش" 20 شخصاً 20 في مطعم يرتاده الأجانب في عاصمة بنغلاديش، دكا.
وكان اليوم السابع والعشرين من رمضان في عام 2016 هو نفس اليوم الذي نفذ فيه تنظيم "داعش" تفجير سيارة مفخخة أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص في بغداد.
يجب أن تكون خدمات الأمن من أفغانستان إلى الولايات المتحدة في حالة تأهب طوال شهر رمضان، ولكن خصوصاً في ليلة السابع والعشرين من الشهر الفضيل.