هذا المقال بقلم الداعية والمستشار الشرعي، خالد الشايع، ويعكس وجهة نظر الكاتب ولا يعكس بالضرورة توجهات شبكة CNN.
دب، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- شهر رمضان شهر الخير والجود والتواصل والأخلاق السامية، هكذا يدرك المسلمون منذ عهد النبوة وإلى يومنا هذا، وهكذا الدول تتبادل برقيات ورسائل الملاطفة والمجاملة والأمنيات الطيبة، لكن هذا المفهوم ليس كذلك بالنسبة لمرشد "الثورة الخمينية."
فبحسب ما جاء في موقع مرشد "الثورة الخمينية" الخامنئي وما نقلته بعض وكالات الأنباء فإنه استغل بدايات شهر رمضان لهذا العام 1438هـ ليعبر عما تُكِنُّه نفسه من الحقد والبهتان، متناسياً روحانية الشهر الكريم!
وكان من ضمن حديثه الكذب والبهتان نحو المملكة العربية السعودية وقيادتها.
ولست في هذا المقام لأفند ما تفوه به الخامنئي، فإنه هو بنفسه قد ضمَّن كلامه ما ينقضه.
والمذكور حين يصف القيادة السعودية بأنه غير مؤهلة! إلى آخر هذيانه! فهي دعوى مكشوفة وبروباغندا رخيصة.
وما مَثَل دعوى خامنئي حين يتطاول على قيادة كريمة عتيدة شهد لها المسلمون في أصقاع الدنيا برعاية وإعمار الحرمين وخدمة المسلمين، ما مَثَلُه إلا كما قال جرير:
فغضَّ الطّرفَ إنّكَ من نُميرٍ... فلا كعباً بلغتَ ولا كِلابا
أتعدلُ دِمنةً خَبُثتْ وقلَّتْ... إلى فرعينِ قدْ كثُرا وطابا
ولا غرابة أن يتسافل مرشد "ثورة الخميني" في أخلاقه ومنطقه، فهي نابعة من أيديولوجية وقيم "الثورة الخمينية" المخالفة للدين السمح الكريم الذي بعث الله به نبينا وسيدنا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم.
فأي تأهيل أو كفاءة يتحدث عنهما الخامنئي ودستور "ثورة الخميني" لا يعترف بالقرآن الكريم ولا بهدي وسُنة النبيِّ الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام، بل يقفزون للتلبيس فيقولون: "أن المذهب الاثنا عشري هو المذهب الرسمي للبلاد" - كما جاء في دستور الخميني - ويا ليتهم يصدقون في اتباع الأئمة الاثنا عشر رحمهم الله ورضي عنهم، ولكنهم لفَّقوا عليهم الأقوال ولبَّسوا على الناس دينهم.
ولذلك فإن القرآن الكريم في "ثورة الخميني" لا حظَّ له في قراءته، فضلاً عن العمل به، أو معرفة معانيه وتفسيره.
ولا غرو حينئذ أن تكون تلك الثورة منطويةً على أنواع الضلالات، ففي عقيدتهم: القول بتحريف القرآن، ويطعنون في العرض الطاهر للمعصوم عليه الصلاة والسلام، ويسجدون للأئمة عبادةً وتعظيمًا، ويزعمون أن الله اختصهم بعلم الغيب. ويفضلون الحج إلى القبور والمشاهد أعظم من الحج إلى بيت الله الحرام، ويزعمون أن قبر الخميني أفضل من المسجد الحرام والمسجد النبوي!
وفي عقيدة ثورة الخميني المعاداة للمسلمين بمذاهبهم الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، ولذلك لا يسمحون للمسلمين في طهران بأي مسجد يصلُّون فيه في حين يسمحون بأماكن مرخص لعبادة اليهود والنصارى.
فأي كفاءة أو تأهيل يتحدث عنها الخامنئي؟
ولا غرابة حينئذ أن تكون "ثورة الخميني" هي مصدر الإرهاب والخراب منذ وجدت، وما أبلغ ما حدده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله، حين وصف ثورة الخميني في شعبان الماضي وأمام قادة دول العالم المجتمعين بالرياض حيث قال: (النظام الإيراني يشكل رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني وحتى اليوم، وإننا في هذه الدولة منذ 300 عام لم نعرف إرهاباً أو تطرفاً حتى أطلَّت ثورة الخميني برأسها عام 1979م)
وبكل الأحوال فلا زالت الأيام تكشف الأخلاقيات المتدنية والجرائم البشعة "للثورة الخمينية" حتى باتت الشعوب الإسلامية كما الشعب الإيراني على فهم ودراية بذلك، وبخاصة شباب الشعب الإيراني الذين لم تعد تنطلي عليهم مزاعم "ثورة الخميني" وما جاءت به من دمار.
ولعل مرشد "ثورة الخميني" أو من حوله يستفيدون من الكلمات التي صدرت عن ملوك السعودية في مناسبات رمضان والعيد؛ ليتعلموا البروتوكول الأمثل في هذه المناسبات الفاضلة.