تحليل: أمريكا وقطر وإيران واليمن.. ماذا يعني تعيين الأمير السعودي محمد بن سلمان ولياً للعهد بالنسبة للعالم؟

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة

مقال بقلم نيك روبرتسون، مراسلCNN الدولي للشؤون الدبلوماسية. المقال يعبر عن رأي كاتبه، ولا يعكس بالضرورة وجهة نظرCNN.

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أمر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بتعيين نجله، الأمير محمد بن سلمان، ولياً للعهد، في إعادة ترتيب دراماتيكية لخط الخلافة في المملكة، سيكون له تداعيات بعيدة المدى على الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

إذ أصدر الملك سلمان، البالغ من العمر 81 عاماً، أمراً ملكياً صباح الأربعاء، بإعفاء الأمير محمد بن نايف من ولاية العهد واختيار الأمير محمد بن سلمان خلفاً له، وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيراً للدفاع، حيث أشرف على عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن.

هل كان هذا غير متوقع؟

رغم أن هذا الإعلان فاجأ الكثيرين، إلا أنها خطوة توقعها البعض منذ فترة طويلة. حقيقة أن الملك سلم نجله الكثير من السلطة داخلياً في السنوات الأخيرة أعطى المراقبين انطباعاً بأنه يجري تحضيره للقيادة.

وكان محمد بن سلمان الشاب - الذي كان بالفعل في المركز الثاني (بعد الأمير محمد بن نايف) قبل التعديل - الخيار الواضح لتحديث النظام الملكي مع تعزيز السلطة تحت نجل الملك.

ماذا يعني ذلك بالنسبة للولايات المتحدة؟

الأولويات الرئيسية في الشرق الأوسط هي الاستقرار والقدرة على التنبؤ بالأحداث، وتعيين محمد بن سلمان ذو الخبرة القليلة نسبياً يعد تحولاً عن ذلك.

وبصفته وزيراً للدفاع، اتخذ الأمير نهجاً متشدداً مع قطر وإيران واليمن - ويجب على الولايات المتحدة أن تتوقع أن تجد نفسها وسط ازدياد التوتر السياسي في المنطقة.

إن الأزمة الدبلوماسية الحالية بين السعودية وقطر - الرياض قاطعت الدوحة لاتهام الأخيرة بدعم الإرهاب – يمكن أن تمثل درساً للولايات المتحدة في المشي لمسافات طويلة على حبل دبلوماسي رفيع.

وتؤيد واشنطن علناً ​​السعوديين في الأزمة - التي قادها ولي العهد الجديد في السعودية - مع الحفاظ في الوقت نفسه على قاعدتها العسكرية الكبيرة في قطر.

والآن، مع تولي ولي عهد أكثر حزماً المسؤولية، ليس من المستبعد افتراض أن السعوديين سيضاعفون من مواقفهم الصارمة فيما يتعلق بقطر وإيران والصراع اليمني.

ماذا يعني ذلك بالنسبة لأزمة قطر؟

على المدى القصير من الصعب تحديد كيف سيؤثر تعيين الأمير محمد بن سلمان على الأزمة الدبلوماسية. الرسالة إلى قطر واضحة: نتوقع أكثر مما تقدمون. تعيين محمد بن سلمان يعني أن الخط الثابت الذي يتخذه السعوديون سيبقى - وأنه لا أصوات أقدم وأكثر حكمة ستتدخل لتعدل من الموقف السعودي في أي وقت قريب.

ماذا يعني ذلك بالنسبة لإيران؟

وفى وقت سابق من يونيو/ حزيران الحالي، وجه الإيرانيون أصابع الاتهام إلى السعوديين حول هجوم إرهابي في العاصمة طهران. ثم استخدموا ذلك سبباً لإطلاق صواريخ باليستية على سوريا.

وتصاعد التوتر بين الدولتين ببطء مؤخراً، واتخذ محمد بن سلمان نهجاً صارماً ضد إيران. إذ قال في مقابلة مؤخراً: "نحن هدف رئيسي للنظام الإيراني". وأضاف: "لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل سنعمل لكي تكون المعركة عندهم في إيران وليس في السعودية."

ماذا يعني ذلك بالنسبة الصراع اليمني؟

لعب محمد بن سلمان دوراً كبيراً في مساعدة القوات اليمنية في محاربة الحوثيين المدعومين من إيران.

ويرتبط الاستقرار السعودي بالاستقرار اليمني ولهذا السبب، تحتاج المملكة إلى مواصلة دعم اليمن.

والواقع الوحشي هو أن الصراع في اليمن هو حرب بالوكالة بين إيران وسعودية، وولي العهد الجديد أحد مهندسيها. ولن يتم حلها من خلال الدبلوماسية في أي وقت قريب.

هل سيخفف ولي العهد الجديد من الثقافة المحافظة في السعودية؟

انسوا رفع النظام الملكي الحظر على قيادة المرأة في أي وقت قريب. سيحدث ذلك وفق الإطار الزمني للسعوديين - بصرف النظر عن الضغوط الدولية لتغيير القانون - وأيا كان ما يقولونه، فإنه ليس أولوية. سيحدث في يوم ما، لكنه لن يأتي بسرعة.

ومع ذلك، فإن جزءاً من رؤية محمد بن سلمان 2030 - خطة إصلاح الاقتصاد السعودي وجعله أقل اعتماداً على النفط - يدعو إلى انفتاح المملكة العربية السعودية وتسليم الشباب مناصب حكومية.

هناك تعطش للتغيير في السعودية. ولكن هناك فرقاً بين الانفتاح فيما يتعلق بالسماح للمرأة بالقيادة، وإرخاء هياكل السلطة داخل البيت الحاكم.

السكان الأصغر سناً يقودون هذه الرغبة في التغيير، ويعرف السعوديون أن النظام الملكي لا يستطيع تجنب الإنترنت والحياة العصرية.

فقط لا تتوقعوا تغييرات كبيرة بين عشية وضحاها.