دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— قال فهد العطية، سفير قطر في روسيا، إن القائمة التي قدمتها ما وصفها بـ"دول الحصار" على حد تعبيره، مليئة بالمغالطات والتناقضات، لافتا إلى أن هناك أمور عديدة "أربكت" هذه الدول بعض موقفها من قطر.
جاء ذلك وفقا لما نقلته الخارجية القطرية على لسان العطية في تصريحات أدلى بها لصحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، حيث قال: "أعلنت دول الحصار عن قائمة طويلة من أفراد ومنظمات تتهمها بالإرهاب وهي إجمالاً من مشمولات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وأن تصفّحَ هذه الأسماء يدل أنّ القائمة مليئة بالمغالطات والتناقض، فهناك منظمة قطر الخيرية التي تتعاون مع الأمم المتحدة ويشيد العالم بجهودها في الدعم الإنساني والإغاثي، وهناك أسماء لأشخاص غادروا الحياة وآخرين ليسوا مقيمين في قطر، حيث أصدرت حكومة قطر بيانات توضح فيها المغالطات وتفنّد الادّعاءات الكاذبة."
وأضاف: "التزام قطر بمبادئها الإنسانية أربك دول الحصار التي بدت مواقفها متناقضة ففي محاولةٍ فاشلة لتبديل المفاهيم أعلن وزير الخارجية السعودي بأن ما يجري هو مقاطعة وليس حصار وأن السعودية مستعدة لدعم قطر بالمواد الغذائية وكأنّ المشكلة في الغذاء في حين أنّها تمسّ الإنسان عائلةً وعواطفاً وأخوّةً، وردت الدوحةُ على هذا الأمر مذكّرةً بأنّ قطر ليست بحاجة لمعونات حيث أنّها دولة مانحةّ باعتراف الجميع تقدم مساعدات للدول المحتاجة، لكن المطلوب هو رفع الحصار غير المبرر. هذا الارتباك والتراجع تحت ضغط الرأي العام في العالم ومنظماته الإنسانيّة يبيّن هشاشة موقف الدول المحاصرة ويجعل المتّهِم في قفص الاتِّهام."
وأضاف "لم تكتف الامارات والسعودية ومن معهما بالحصار بل أصدرت قرارا غريبا يقضي بفرض عقوبة على كل من يتعاطف مع قطر، وَلَو بكلمةٍ على مواقع التواصل الاجتماعي، بالسجن من 3 إلى 15 سنة ودفع غرامة مالية قدرها 500 ألف درهم. وهذا انتهاك سافر لحقوق حرية التعبير عن الرأي في دول تدّعي الحرية واحترام حقوق الانسان. ولذلك أعلنت منظمة العفو الدولية بأن إجراءات الحصار وتكميم الأفواه في الدول المحاصرة لقطر تنتهك بشكل كبير حقوق المواطنين في التعبير عن الرأي. وهو ما استنكره مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان."
وأردف العطية بالقول: "تلمّسنا من القيادة والمجتمع الروسيين موقفا بنّاءً وايجابيا ينتقد إجراءات المقاطعة والحصار ضد دولة قطر فالشعب الروسيّ معروف بتعاطفه الفطريّ مع المظلوم ناهيك عن وعيه قيادةً وشعباً بأنّ مثل هذه الأزمات المختلقة في الخليج العربي تعيق في ما تعيق محاربة الإرهاب وتعرقل التسوية في بؤر التوتّر مثل ليبيا وسوريا واليمن وغيرها."