القاهرة، مصر (CNN)-- تحقق وزارة البيئة في مصر بظهور بعض أنواع من قناديل البحر، في شواطئ بساحل البحر الأبيض المتوسط، وخاصة الساحل الشمالي، المعروف بكونه وجهة مفضلة للأثرياء في الصيف، وذلك بعد ضجة أثارها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، عبر تداول صور تُظهر انتشار القناديل بكثرة على شواطئ الساحل خلال عطلة عيد الفطر.
وشكلت وزارة البيئة مجموعة عمل علمية متخصصة في مجال علوم البحار، لبحث ودراسة هذه الظاهرة وأسبابها وكيفية التعامل معها.
وقالت الوزارة عبر موقعها الإلكتروني إن النوع المتسبب في هذه الظاهرة هو نوع "Rhopilema nomadica،" وهو من الأنواع المسجلة في البحر المتوسط منذ عقود.
وقال مدير عام محميات المنطقة الشمالية، محمد العيسوي، لـCNN إن القناديل البحرية موجودة في البحر المتوسط وفى معظم الشواطئ، وهى ضمن الكائنات البحرية الموجودة طوال الوقت، ولكن يتم العمل حالياً في غرفة العمليات علي تحديد نسبة قناديل البحر الموجودة في كل شاطئ في الساحل الشمالي، إثر شكاوى البعض بزيادة نسبتها فضلاً عن دراسة اتجاه الموج والتيارات البحرية.
وأضاف العيسوي أنه يتم العمل على دراسة هذه الظاهرة، والتي قد يكون أحد أسبابها الارتفاع الكبير بدرجة الحرارة، ولكن لن يتم استباق الأحداث حيث يعمل الخبراء والعلماء المعنيين بغرفة العمليات المشكلة لمعرفة السبب الأساسي في ظهور هذه الكائنات على الشواطئ.
وتابع: "لا علاقة لنا بما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، فهناك بعض الصور القديمة التي تعود لأحد شواطئ محافظة أخرى مثلاً، إلا أن العمل ما زال مستمراً حتى صدور النتائج النهائية، فالقنديل موجود طوال الوقت ولكن هذا العام بزيادة ولكن ليس بالشكل الذي يصوره البعض."
وأوضح العيسوي أن أقصي عدد تم رصده في شاطئ يصل طوله إلى 500 متر، ما يقرب من 22 قنديلاً وهو ليس عدداً كبيراً، وفى شاطئ إحدى القرى يصل طوله 200 متر نحو 5 قناديل وفى شاطئ يمتد على 350 متر عُثر على قنديلين.
فيما ذكرت وزارة البيئة، أنه تم تسجيل انتشار هذا النوع خلال هذا العام في موسم الشتاء في لبنان وإسرائيل وقبرص وهي ظاهرة غير مسبوقة، كما ازداد امتداده الجغرافي على الساحل المصري حيث كان يتركز على سواحل العريش وبورسعيد ودمياط ولكنه امتد مؤخراً إلى الساحل الشمالي الغربي.
وأكدت الوزارة أن هذه الظاهرة تستدعي مزيداً من الدراسة على مستوى إقليم البحر المتوسط، لا سيما وأن مصر مشتركة في شبكة رصد القناديل البحرية بالبحر المتوسط والتي تشرف عليها المفوضية الأوروبية لحماية البحر المتوسط وتتخذ من موناكو في فرنسا مقراً لها.
وأوضحت أنه رغم انتشار ذلك النوع بالبحر المتوسط إلا أنه لم يتم تسجيل أي انتشار كثيف له سواء في البحر الأحمر أو خليج السويس. وقالت إن انتقال قناديل البحر على مستوى بحار ومحيطات العالم ظاهرة طبيعية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتغيرات المناخية والتلوث والصيد الجائر للأسماك والسلاحف البحرية.
ومن جهة أخرى قال عضو البرلمان العالمي للبيئة، وفيق نصير، إن قناديل البحر تنتشر لعدة أسباب منها الاحتباس الحرارى الذي يجعل المياه دافئة ما يزيد من تكاثرها، إضافة إلى المياه الحمضية الناتجة أيضاً عن الاحتباس، وعمليات اصطياد السلاحف البحرية بكثرة التي تتغذى على قناديل البحر.
واستبعد نصير في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية أن يكون لحركة الرياح واتجاهات الموج سبب في هذا الأمر، أو حفر قناة السويس الجديدة كما يروج البعض، مضيفاً أن الحل المتوفر هو منع اصطياد السلاحف البحرية حتى لا يحدث خلل يتسبب في انتشار قناديل البحر وفرض رقابة من وزارة البيئة، أما الحل الآخر والخاص بالاحتباس الحرارى فقال إنه ليس بيد البرلمان العالمي للبيئة، حيث انسحبت العديد من الدول الكبرى من اتفاقية الاحتباس الحرارى.