دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال سفير قطر لدى تركيا، سالم بن مبارك آل شافي، إنه لا يوجد "مبرر للتخوّف" من العلاقات الدفاعية المشتركية بين الدوحة وأنقرة، معتبراً أن الولايات المتحدة اتخذت موقفاً "رافضاً" لما يصفه المسؤولون القطريون بـ"الحصار"، بعد قطع المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدوحة.
وأضاف آل شافي في مقابلة مع وكالة أنباء "الأناضول" التركية: "بعض الدول إنفاقها الدفاعي يكاد يساوي إنفاق دول نووية كبرى مصنّعة للسلاح كروسيا، ومع ذلك فهي غير قادرة على التعامل بمفردها مع بعض الحالات التي تهدد أمنها، وتضطر إلى الاستعانة بحلفاء، وهذا أمر طبيعي، لكنّهم يريدون منّا في المقابل أن نقطع علاقاتنا الدفاعية مع تركيا، وهذا أمر غير منطقي بطبيعة الحال."
وتابع ال شافي: "ليس هناك أي سبب وجيه أو مبرر للتخوّف من علاقاتنا الدفاعية المشتركة (مع تركيا)، وليس هناك لأحد الحق في أن يتدخل بها أو أن يعلّق عليها، سواء تسارعت أو تباطأت أو كبرت أو صغرت.. هذا شأن سيادي يتعلق بالبلدين. وكما سبق وذكرت، لا يوجد مبررات لإثارة زوبعة حول الموضوع، إلا إذا كان هناك نوايا غير سليمة لدى بعض الدول الإقليمية تدفعها لأن تنظر إلى مثل هذا التعاون بين قطر وتركيا على أنّه عائق أمامها، ونأمل أن نكون مخطئين في هذا الصدد،" على حد تعبيره.
وحول الموقف الأمريكي من الأزمة القطرية الخليجية، رأى السفير القطري أنه "في بداية الأزمة كان هناك تشويش على الإدارة الأمريكية، لكن الموقف أصبح متوازناً شيئاً فشيئاً، والآن واشنطن ترفض إجراءات دول الحصار، وتطالب كذلك بمطالب واقعية وقابلة للتنفيذ، وتدعو إلى دعم الوسيط الكويتي وإلى الحوار والتفاوض لحل الأزمة،" معتبراً أن موقف واشنطن "مطابق تماماً" لموقف الدوحة الرسمي، ذاكراً أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا واليابان وروسيا وتركيا وباكستان وغيرها من الدول تشاركهم ذات الموقف.
ويُذكر أن المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وسلمتها قائمة مؤلفة من 13 مطلباً لاستعاد العلاقات، كان من بين أبرزها إغلاق القاعدة العسكرية التركية التي يجري بناؤها حالياً في قطر، ووقف أي تعاون عسكري مع تركيا داخل الأراضي القطرية.
وعند صدور قائمة المطالب، قال وزير الدفاع التركي، فكري إشيق، في ذلك الحين إن مطلب إغلاق القاعدة التركية في قطر "سيُفسر على أنه تدخل في العلاقات الثنائية،" وإن القاعدة تهدف لتدريب الجنود القطريين ولتعزيز أمن قطر والمنطقة، معرباً أنه لا يجب لأحد أن ينزعج من وجودها، على حد تعبيره.
وكان سفير السعودية لدى تركيا، وليد الخريجي، قد قال الأسبوع الماضي إن القاعدة التركية في قطر "تُعقد الوضع،" معرباً عن أمل الرياض باتخاذ أنقرة موقف "محايد" من أزمة قطع العلاقات مع الدوحة.