قطر: دول "الحصار" أرادت منا التوقيع على "شيكات مفتوحة" بصفة "تعويضات".. ولا ندعي أننا ديمقراطية

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
قطر: دول "الحصار" أرادت منا التوقيع على "شيكات مفتوحة" بصفة "تعويضات".. ولا ندعي أننا ديمقراطية
Credit: CHRIS J RATCLIFFE/AFP/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- انتقد وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الأربعاء، قائمة المطالب التي قدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر لاستعادة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، قائلاً إنها لم ترق لمستوى المطالب "الموزونة والواقعية" كما كانت أمريكا وبريطانيا تأمل. مشدداً على أن دولته لم تخف من الربيع العربي لأنها تسمح عبر عدد من القنوات بالتعليقات السياسية المختلفة، على حد تعبيره.

إذ قال في خطاب ألقاه في مؤسسة "Chatham House" الدولية في لندن: "منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع، بعد الخامس من يونيو/ حزيران، كنا نطالب بمطالب.. وفقط تحت الضغوط الدولية وخاصة الأمريكية قدموا لنا في 23 يونيو/ حزيران قائمة من 13 مطالباً قالوا إن علينا أن ننفذها بحلول 3 يوليو. وكان واضحاً لنا على الفور أنها لا تمثل شكاوى ضد قطر "معقولة يمكن التصرف بناءً عليها"، كما كان وزير الخارجية الأمريكي يأمل، وأنها ليست "موزونة وواقعية" كما قال وزير خارجية بريطانيا إنها يجب أن تكون. وعوضاً عن ذلك، طُلب من قطر (1) الحد من حرية التعبير، (2) تسليم الأفراد المعرضين لخطر التعذيب والتحكيم، (3) الحد من قدراتها الدفاعية، (4) مخالفة للقانون الدولي، (5) تفويض سياستنا الخارجية للرياض وأبوظبي، (6) التوقيع حرفياً على شيكات مفتوحة لدول الحصار لدفع مبالغ غير محدودة من المال توصف بالتعويضات."

وأضاف: "لو كانوا مهتمين بالفعل بمعالجة القضايا، لكانوا استخدموا الآليات المحددة في ميثاق مجلس التعاون الخليجي، وتحديدا آلية التحكيم المبينة في اتفاقية الرياض لعام 2014 التي يدّعون أن قطر انتهكتها. وانتهكت الدول المجاورة اتفاق الرياض الذي ينص على أنه يجب على الحكومات الأعضاء أن تتقدم بشكاواها إلى الهيئة التنفيذية لمجلس التعاون الخليجي أولاً قبل اتخاذ أي إجراء ضد أي عضو في مجلس التعاون الخليجي. ومعظم المطالب لم تكن موضع اهتمام جيراننا العرب إلا أن الادعاء القائل بأن قطر تدعم الإرهاب يهدف بوضوح إلى خلق مشاعر معادية للقطر في الغرب."

وتابع: "أعلم أن هذه الرسالة لن تلقى قبولاً حسناً في بعض عواصمنا المجاورة. ولكن هناك مشاكل خطيرة في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وإسكات قطر لن يحلها. حل خلافاتنا ليس الحصار والإنذارات. إنه الحوار والمنطق."

واستطرد: "كل ما قلته اليوم يطرح السؤال الرئيسي: لماذا اتخذت دول الحصار هذه الإجراءات غير العادية وغير المبررة ضد دولة قطر؟ وبعبارة أخرى، لماذا يعتبر استقلال قطر تهديداً لهم؟ أعتقد أن ذلك يرجع إلى أن لدينا وجهات نظر مختلفة بشأن السياسة والحكم في الشرق الأوسط، وحول أفضل طريق لمستقبلنا الجماعي."

وقال الوزير: "في قطر، نعتقد أن المواطنين في كل مكان يحق أن يكون لديهم حكومة تستجيب لاحتياجاتهم وتمثل مصالحهم. نحن لسنا ديمقراطية، وهذه حقيقة ولا ندعي خلاف ذلك. ولكن نظامنا "الملكية الشورية" يتمتع بدعم واسع ومتحمس من شعبنا. كما أنه يُسهل قنوات مختلفة للسماح بتعليقات السياسة، وهذا هو السبب في أن قطر لم تندهش من انتفاضات الشعوب العربية في عام 2011. وهذا هو السبب في أن الحكومة القطرية - على عكس العديد من جيراننا - لم تشعر أبداً بالتهديد من قبل الربيع العربي. هذا هو السبب في أننا فتحنا أبوابنا بثقة أمام المجموعات السياسية التي تدعو إلى التغيير - سواء كنا نتفق معهم أم لا."

وجدد الوزير موقف دولته بأن "قطر على أهبة الاستعداد للمشاركة في عملية مفاوضات بإطار واضح ومجموعة من المبادئ التي تضمن عدم انتهاك سيادتها."

وجاء ذلك قبل ساعات من المؤتمر الصحفي المشترك لوزراء خارجية السعودية والإمارات والبحرين ومصر، الذين اجتمعوا في القاهرة، اليوم، لمناقشة الرد القطري الرسمي على قائمة مطالبهم، والذي أعلنوا تسلمه عبر الكويت التي تلعب دور الوسيط في الأزمة، في فجر الأربعاء.