دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- دافع المرجع الدیني الشيعي ناصر مکارم الشیرازي عن "زواج المتعة" قائلاً إنه جائز، وردّ على ما اعتبره "هجوماً کاسحاً علی مذهب أهل البیت،" من قبل أحمد الطیب، شیخ الأزهر الذي تحدّث عن الموضوع مؤخراً.
واعتبر الشیرازي، في رسالة مطولة موجهة، للطيب أن حديثه "کان هجوماً علی کل من أراد أن یتبنّی هذا الموقف من أهل السنة فیفتي به" معتبرا أن شيخ الأزهر أقدم على "سلوك غریب لم یسبق له مثیل في تاریخ الفقه الإسلامي علی الإطلاق" على حد تعبيره.
وأشار الى أن نکاح المتعة لم یکن وسیلة لاستغلال المستهترین والشاذین جنسیاً، مضيفاً أنه لایجوز الا من دفعته الضرورة لیلجأ إلی هذا النکاح کما لو کان الإنسان بعیداً عن أهله وخشي أن یقع في الفجور لو لم یستعن بذلك علی نفسه أو کان اعزباً ولم یتمکن من الزواج الدائم مع حاجته الملحة جنسیاً.
وذكر المرجع الدیني الشيعي في رسالته ما اعتبر أنها "شواهد" من كتب وشخصيات سنيّة بينها ابن عباس وما نُقل عنه من آراء حول القضية نقلها عنه فقهاء مثل الزيلعي وابن رشد.
وتابع الشیرازي في رسالته للطيب، قائلاً: "من الملفت هنا أنکم أکّدتم علی بطلان زواج المتعة بإجماع أهل السنة کافة، فجعلتموه حجةً إلا أنه یبدو قد غاب عنکم أن أئمة أهل البیت جمیعاً قد افتوا بالجواز وأن فقهائهم ایضاً افتوا جمیعاً بالجواز، وعلیه: هل یصح منکم أن تأخذوا بالإجماع الأول دون الإجماع الثاني؟! مع أنکم في لقائکم مع قناة النیل قلتم تبعاً للمغفور له الشیخ محمود شلتوت أن المذهب الامامي هو المذهب الخامس وأن الانتقال الیه من المذاهب الأخری لا بأس به، فیصح الانتقال کما یصح من المذهب المالکي مثلا الی المذهب الشافعي!
ووصف ناصر مکارم الشیرازي تصویر الطيب لزواج المتعة عند الشیعة بأنه مشوه وتسقیطي لا یتوائم مع ما تتطلبه الامانة العلمیة في نقل رأي الآخر، على حد تعبيره. وأضاف قائلا: "اسمح لي أن أقولها بصراحة إنکم تحدثتم في هذا الشأن بلغة أهل السیاسة!..."
كما ردّ على وصف الطيب لزواج المتعة بأنه «ما هو الا عبارة عن لقاء مؤقت بین الرجل والمرأة من أجل قضاء الشهوة فقط...»، قائلا إن "نکاح المتعة لیس لقضاء الشهوة بل هناك حاجة عاطفیة ملحة أیضاً لعلها لا تقل أهمیة من إطفاء نار الشهوة!"
وانتقد قول شيخ الأزهر "من هذه الحرة التي تقبل هذا الإذلال؟! ألیس هذا بیع لجسدها لقاء حفنة من المال؟! وما الفرق بینها وبین البغایا؟!...» ليتساءل، قائلا: "هل أن زواج المتعة في الصدر الأول الذي قد أمر به رسول الله هل کان اذلالاً للحرة وبیعاً لجسدها وکانت الحرة فیه بغیة؟!
وزعم الشیرازي أن زواج المتعة هو نفس الزواج الدائم إلا أنه قد استثني منه بعض الشروط، وهذا لیس أمراً مستغرباً على حد تعبيره. وأضاف أن بعض الفقهاء من أهل السنة ذهب الی مشروعیة زوج المسیار وقد استثنیت فیه النفقة والمبیت.