واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال ايان غولدنبيرغ، مدير برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز أمريكا الجديدة للأبحاث الأمنية، إن قطر تمارس سياسات تثير إشكاليات في المنطقة بالنسبة لأمريكا ودول الجوار، ولكنه اعتبر أن على واشنطن تبديل طريق نظرها للمنطقة خاصة وأن قطر لعبت دورا لصالح أمريكا عبر استضافتها للقاعدة الجوية وظهورها بمظهر الوسيط مع تنظيمات متشددة.
ووصف غولدنبيرغ، في شهادته التي قدمها أمام اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط في مجلس النواب الأمريكي، أمريكا بأنها "شريك معقد" للولايات المتحدة بسبب سياساتها الرامية إلى بناء علاقات مع جهات عديدة ترى أمريكا فيها إشكاليات كبيرة، بما في ذلك جماعات متشددة في سوريا وحركات مثل طالبان وحماس والإخوان المسلمين، ومن جانب آخر استضافتها لقاعدة جوية أمريكية ولعبها دور الوسيط مع تلك الجماعات عندما يحتاج الأمر لذلك.
واستطرد غولدنبيرغ بالقول إنه بغض الطرف عن كيفية النظر إلى العلاقات بين قطر وأمريكا، إلا أن الخلافات الدائرة في الخليج ليست مفيدة للمصالح الأمريكية، مضيفا أن على واشنطن وقف النظرة الأحادية إلى الشرق الأوسط المتمثلة في دعم الدول السنية العربية بشكل كبير يمكن لتلك الدول معها أن تفترض حصولها على ضوء أخضر للتحرك بالشكل الذي تحرك فيه حيال قطر.
واستبعد غولدنبيرغ حل المشكلة في الخليج في وقت قريب، داعيا واشنطن إلى مراجعة سياساتها والتركيز على مواجهة داعش وإيران وتخفيف التوتر في الوقت عينه بين الأطراف العربية.
ورأى الأكاديمي الأمريكي في تحليله لجذور الأزمة أن تصرفات إيران ليست مثالية وتسبب بتوتر العلاقات مع عدد من جيرانها على خلفية أحداث الربيع العربي وما رافقها من تطورات سياسية، ولفت إلى أن الولايات المتحدة لديها إشكاليات أيضا تتعلق بتأخر قطر في الاستجابة لمصادر القلق الخاصة بتمويل الإرهاب في سوريا.
ووصف غولدنبيرغ قطر بأنها "شريك مهم" لأمريكا في المنطقة، خاصة مع وجود قاعدة "العديد" الجوية الأمريكية ودورها المحوري في العمليات الأمريكية بسوريا وأفغانستان والشرق الأوسط عموما، ولكنه نوه أن القطريين لم يسبق لهم استخدام القاعدة ورقة ضغط باعتبار أن أمريكا حتى بحال خسارتها ستكون قادرة على الاستفادة من قواعد كبيرة أخرى بالمنطقة.
ورأى المحلل السياسي أن أمريكا رغم إقرارها بأهمية دور قطر، إلا أنها ترغب في رؤية بعد التغيير في السلوك وإن كان ذلك – وفق رأيه – لا يجب أن يؤثر على السياسات الأمريكية بمواجهة داعش وإيران، معتبرا أن طهران، ومعها موسكو، يمكنها التحرك بشكل أكبر في المنطقة بظل خلافات الخليج.