هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في كل مرة تجري فيها انتخابات رئاسية في إيران، تنطلق ردود الفعل المتحمسة والطاقة الإيجابية من الإيرانيين لتثير اهتمام وحماس العالم. الإثارة التي يشعر بها الإيرانيون تجاه التغييرات والإصلاح في داخل النظام الإيراني تدعم العملية الانتخابية وتعطي صورة جميلة للمشاركة والأمل في التغيير من خلال صندوق الانتخابات بطريقة لم يرها العالم من قبل.
ولكن عندما تنتهي الانتخابات، تنتهي حاجة النظام إلى الدعم الشعبي، وتصبح مصلحة النظام أهم من الشعب.
تم تنصيب حسن روحاني، السبت الموافق 5 أغسطس/ آب الجاري، في البرلمان لبدء فترته الثانية ليصبح الرئيس الثاني عشر لجمهورية إيران الإسلامية. تم دعوة مئات المسؤولين الأجانب من رؤساء ووزراء وممثلين رفيعي المستوى من جميع الدول لحضور هذه المراسم الرسمية. كان النظام الإيراني يريد أن يبدو هذا الحدث هاماً وجميلاً في أعين الناس والمجتمع الدولي، لكنه في الحقيقة بدا متصنعاً لدرجة جعل الإيرانيين يضحكون ملء أفواههم ويتحدثون عنه بسخرية صباح الأحد وهم في طريقهم إلى أعمالهم في الحافلات أو سيارات الأجرة.
حماس أعضاء البرلمان عندما رأوا السيدة فيدريكا موغيريني، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، شكل جوهر النكات والدعابات، بالإضافة إلى كونه الحدث الذي جذب الاهتمام الأكبر خلال مراسيم التنصيب. أعضاء البرلمان المعممين وغير المعممين أخرجوا هواتفهم النقالة لالتقاط صور (سيلفي) مع السيدة موغيريني وابتساماتهم الكبيرة تغطي وجوههم من الأذن إلى الأذن.
ولكن بين جميع الحضور المهمين، والذين حرص رئيس البرلمان علي لاريجاني على ذكر أسمائهم فرداً فرداً ليُظهر أهمية الحدث، غابت شخصية رئيسية كانت في الحقيقة أكثر أهمية من موغيريني بالنسبة للإيرانيين.
لم يلاحظ أي من أعضاء البرلمان غياب الضيف بسبب انشغالهم بحضور موغيريني، لكن المواطنين الإيرانيين العاديين انتبهوا بسرعة أن مولانا عبد الحميد، الزعيم السني المعروف الذي يتمتع باحترام وطني وشعبية كبيرة بين الإيرانيين بشكل عام، غير موجود في مراسم تنصيب الرئيس روحاني.
اكتسب مولانا عبد الحميد شهرة واسعة واحتراماً كبيراً بين الإيرانيين باعتباره زعيماً سنياً لمناطق سيستان وبلوشستان، ويتبع منهجاً معتدلاً في التعامل مع النظام الحاكم من خلال دعم الإصلاح وتشجيع البلوش والإيرانيين السنة عموماً بالمشاركة في الحوار الوطني. كما استطاع أن يحقق إنجازات ملحوظة خلال السنوات القليلة الماضية. ويعتبر مولانا عبد الحميد بطلاً قومياً لأنه استطاع في 2014 أن يساعد في إطلاق سراح أربعة حراس حدود إيرانيين كانت ميليشيا جيش العدل المتشددة قد اختطفتهم.
الرجل الذي ساعد الرئيس روحاني في حملته الانتخابية على الفوز بأصوات كثير من بين السنة، خاصة في المناطق الفقيرة والنامية، لم يتلق دعوة لحضور مراسم التنصيب. ربما لأن الانتخابات قد انتهت الآن ولم تعد خدمات مولانا عبد الحميد مطلوبة، تجاهل علي لاريجاني إرسال دعوة إليه، وربما كان الرئيس روحاني مشغولاً لدرجة جعلته لا يتذكر دعوة الرجل.
عندما أرسلت الحكومة دعوة إلى موغيريني لحضور مراسم التنصيب كانوا يفكرون بالاتفاق النووي الإيراني لأنهم سمعوا شائعات بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطط للانسحاب من الاتفاقية في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. كانوا يريدون حضور موغيرني كمؤشر على دعم الاتحاد الأوروبي لإيران ورغبته في تحسين العلاقات معها. لكن حضورها تحول إلى مصدر إحراج لأعضاء البرلمان.
تسبب الرئيس روحاني بخيبة أمل كبيرة للشعب يوم السبت في الدقائق الأولى من بداية فترته الرئاسية الثانية عندما لاحظ ملايين الإيرانيين غياب مولانا عبد الحميد عن مراسم التنصيب. كان من شأن حضوره أن يوجه رسالة وحدة وطنية قوية أكثر من حضور كثير من المدعوين الذين لا يتمتعون بأي أهمية.
بهذه الصورة بدأ روحاني فترته الرئاسية الثانية: بفضيحة.