دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- رد أمين عام جماعة "حزب الله" اللبنانية، حسن نصرالله، الخميس، على الانتقادات العراقية لاتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وداعش، والذي بمقتضاه سُمح لمقاتلي التنظيم وأسرهم بالانتقال من الحدود اللبنانية إلى شرق سوريا مقابل الكشف عن مصير الجنود اللبنانيين التسعة الذي اختطفهم التنظيم عام 2014.
وأضاف: "بعد الاطلاع على تصريحات عدد من الأخوة المسؤولين العراقيين حول مجريات التفاوض الأخير الذي جرى في منطقة القلمون السورية، وكذلك قراءة بعض التعليقات لشخصيات وجهات عراقية مختلفة حول الموضوع نفسه، إنني من موقع الأخوة والمحبة أود أن أعلق بما يلي: الاتفاق قضى بنقل عدد من مسلحي داعش وعائلاتهم من أرض سورية إلى أرض سورية أي من القلمون الغربي السوري إلى دير الزور السورية وليس من أرض لبنانية إلى أرض عراقية،" متابعاً: "نحن ننقل هؤلاء المسلحين المهزومين من جبهة نحن نقاتل فيها إلى جبهة نحن نقاتل فيها."
وتطرق نصرالله إلى قضية الجنود اللبنانيين المختطفين، قائلاً إن "الإجماع اللبناني كان يطالب بكشف مصيرهم وإطلاق سراحهم إن كانوا أحياء أو استعادة أجسادهم إن كانوا شهداء، وكان الطريق الوحيد والحصري في نهاية المطاف هو التفاوض مع هؤلاء المسلحين لحسم هذه القضية الإنسانية الوطنية، وكانت داعش ترفض كشف مصيرهم، وبعد معركة قاسية جداً على طرفي الحدود اللبنانية السورية وبعد أن خسرت داعش أغلب قوتها ومساحة الأرض التي تسيطر عليها رضخت وأذعنت." وأضاف: "اللجوء إلى الحسم العسكري الشامل كان ممكناً وسهلاً ولكنه كان سيضيع قضية مصير العسكريين اللبنانيين."
وتابع نصرالله: "حزب الله لم يتوان عن قتال داعش في أي مكان كان يدعى إليه أو يقتضيه الواجب عليه، وأنتم تعلمون ذلك جيداً، وليس هو الجهة التي يمكن التشكيك في نواياها وخلفياتها أو في شجاعتها ومصداقيتها، وخصوصاً في هذه المعركة." ودافع نصرالله عن النظام السوري: "كما لا يصح أيضاً توجيه أصابع الاتهام والتشكيك إلى القيادة السورية لأن هذا الاتفاق هو اتفاق حزب الله وقد قبلت به القيادة السورية التي يقاتل اليوم جيشها في عدد كبير من الجبهات ضد داعش من شرق حماه إلى شرق حمص إلى جنوب الرقة إلى غرب دير الزور إلى البادية السورية، ويقدم يومياً أعداداً كبيرة من الشهداء."
واختتم نصرالله بيانه بالقول: "معركتنا واحدة ومصيرنا واحد وانتصارنا على التكفيريين والإرهابيين وحلفائهم وداعميهم من قوى إقليمية ودولية سيكون تاريخياً، وإن أخوتنا لن يزعزها أي شيء على الإطلاق."
وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الثلاثاء، أعرب عن رفض اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" و"داعش" والذي بموجبه نُقل عناصر من التنظيم من منطقة القلمون (القريبة من الحدود السورية اللبنانية) إلى شرق سوريا قرب الحدود العراقية، واعتبره "إساءة للشعب العراقي،" كما طالب الحكومة السورية التحقيق في هذا الموضوع. ورأى العبادي أن "الإرهاب الآن يلفظ أنفاسه الأخيرة.. لا داع للتفاوض معه.. لا يوجد أي مبرر للتفاوض مع الإرهاب."