جنيف، سويسرا (CNN) -- رد سفير السعودية في الأمم المتحدة بجنيف، عبدالعزيز الواصل، على التصريحات التي أدلى بها مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، زيد بن رعد، خلال الدورة الـ36 لمجلس حقوق الإنسان، والتي لفت فيها إلى سقوط آلاف القتلى بين المدنيين باليمن بسبب عمليات القصف التي ينفذها التحالف الذي تقوده السعودية.
وقال الواصل إن السعودية تواصل جهودها من أجل "تعزيز وحماية حقوق الإنسان انطلاقاً من مبادئ الشريعة الإسلامية،" مضيفا إن موقف المملكة ثابت لجهة اعتبار أن المناداة بعالمية حقوق الإنسان "لا يعني فرض مبادئ وقيم" تتعارض مع الإسلام.
السفير أكد أيضا حرص المملكة على "استمرار وتعزيز التعاون مع المفوضية السامية لحقوق الانسان،" كما تطرق إلى الوضع في اليمن عبر القول إن الرياض مازالت من أكبر المانحين وقد "ساهمت بشكل كبير في المساعدات الإنسانية لرفع معاناة الشعب اليمني عبر برامج وشراكات مع الوكالات والمنظمات الدولية والإقليمية الحكومية وغير الحكومية."
وتطرق السفير السعودي إلى ملف انتشار مرض الكوليرا، مذكرا بتخصيص بلاده لعشرات ملايين الدولارات من أجل مكافحة المرض. كما أعرب عن عميق الأسف لعودة ظهورها والحاجة الماسة للغذاء والدواء في بعض المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، معتبرا أن الأمر يعود إلى "ممارسات الانقلابيين كنهب المساعدات الإنسانية وتعطيل وعرقلة العمل الانساني وبيع المساعدات الانسانية من أجل تمويل أعمالهم الحربية."
وشكك الواصل في الأرقام التي وردت بتقرير المفوض السامي لحقوق الإنسان، مؤكدا أنها "غير دقيقة البته،" كما لفت إلى أن المسلحين الحوثيين "يمارسون الأعمال الحربية بالزي المدني، وأن أغلب الضحايا المصنفين على أنهم مدنيون إنما هم من جنود المليشيات الانقلابية لكنهم بزي مدني."
كان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين قد تحدث عن الوضع في اليمن قائلا إنه خطير للغاية، داعيا لتشكيل لجنة تحقيق من أجل رصد ما اعتبرها "انتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني" وأضاف المسؤول الدولي أنه اعتبارا من نهاية أغسطس/آب الماضي تأكد مكتبه من مقتل 5144 شخصا على الأقل وجرح 8749 آخرين منذ بدء الصراع، معتبرا أن الغارات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي هي "السبب الرئيسي للخسائر البشرية، بما في ذلك الأطفال".
وتحدث زيد بن رعد عن وباء الكوليرا الذي يضرب اليمن، معتبرا أن ضرب المراكز الصحية مسؤول جزئيا عن ذلك، إلى جانب الحصار والقيود المفروضة على حرية التنقل. كما أشار إلى تلقي المفوضية لتقارير حول عمليات اختفاء قسري واحتجاز غير شرعي من قبل جميع أطراف النزاع.