ليبيا (CNN)— تشهد مدينة صبراتة الليبية منذ ثلاثة أيام مواجهات عنيفة بين كتيبتين مسلحتين، هما غرفة عمليات محاربة تنظيم "داعش" التي أسسها في وقت سابق المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، والكتيبة 48 المعروفة باسم "كتيبة الشهيد أنس الدباشي" التي تقول إنها تابعة لوزارة الدفاع بالحكومة ذاتها، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى لم يتسن لـCNN بالعربية التأكد من عددهم.
وتجددت المواجهات بين الطرفين صباح اليوم الثلاثاء بعد فشل محاولات التهدئة التي قادتها عدة أطراف منها الهلال الأحمر الليبي لأجل إخراج العالقين، وتعدّ هذه المواجهات مثالا جديدا للخلافات القوية بين الميليشيات المسلحة الليبية، حتى وإن كان مفترضا أن تكون متوافقة بما أنها تتبع لجهة سياسية واحدة هي المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.
وبدأت المواجهات إثر تعرض سيارة يوم الأحد في بوابة أمنية تابعة لغرفة عمليات محاربة داعش إلى إطلاق النار، ممّا أدى إلى مقتل أحد ركابها وجرح آخرين، تبيّن فيما بعد أنهم ينتمون لكتيبة الدباشي، وتضاربت الأنباء حول أسباب إطلاق النار، إذ قالت الغرفة إن ركاب السيارة كانوا المبادرين بإطلاق النار، فيما قال المجلس البلدي المحلي إن قوات الغرفة أطلقت النار ردا على عدم توقف السيارة.
وتطورت الاشتباكات بعد ذلك بهجوم قادته الكتيبة على مواقع تخص غرفة العمليات، وقالت هذه الأخيرة في بيان لها، صدر أمس الاثنين، إن ميليشيات الكتيبة 48 استغلوا وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه مع الهلال الأحمر الليبي لإخراج العائلات، حتى تقوم بشنّ هجوم مباغت أسفر عن سقوط قتيل وستة جرحى، معلنة أنها سترّد بقوة على هذا الهجوم
بدورها، اتهمت كتيبة الدباشي في بيان لها غرفة مكافحة تنظيم "داعش" بأنها تابعة لقوات خليفة حفتر وليس لقوات حكومة الوفاق الوطني، كما اتهمتها برفض أيّ مبدأ للصلح وحقن الدماء، وأشارت الكتيبة أنها تمكنت من السيطرة على وسط المدينة بالكامل، وأن أبناء مدينة صبراتة قرروا مساندتها في وجه الغرفة.
وقد أدانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا "أحداث العنف والاشتباكات المسلحة التي اندلعت منذ صباح الأحد وسط أحياء وشوارع صبراتة، بين جماعات وتشكيلات مسلحة"، لافتة في بيان لها أن الاشتباكات تشهد "استخدام جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وما صاحبها من ترويع وإرهاب مسلح لأهالي وسكان المدينة وكما أدت إلى نزوح عدد من العائلات".