باريس، فرنسا (CNN) -- قال وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن قطر لديها حلفاء يمكنهم الوقوف بوجه تعرضها لأي عمل وصفه بأنه "غير مسؤول"، في إشارة إلى خطوات عسكرية يمكن أن تستهدف بلاده، معتبرا أن الدول المشاركة في مقاطعة الدوحة، وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر، تدفع ببلاده دفعا باتجاه إيران رغم الخلافات بين طهران وقطر.
مواقف الوزير القطري جاءت خلال ندوة نظمها الاثنين المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، إذ ألقى كلمة قال فيها إن لدى قطر التزام بالحريات، بما فيها حرية اتخاذ سياسة خارجية مستقلة عن جيرانها، مضيفا أن قطر تعرضت لقرصنة الكترونية وقد استمرت دول الجوار بتوجيه الاتهامات لها رغم نفيها رسميا صحة التصريحات المنسوبة لأميرها.
واعتبر الوزير أن سبب الحصار هو محاولة "فرض سياسات على قطر تتناقض مع قيمها ومبادئها" مضيفا: "هذا تدخل في الشأن الداخلي للدول بما يتعارض مع القانون الدولي وسيادة قطر واستقلالية مؤسساتها.. الاتهامات السياسية لتحقيق أهداف سياسية وشخصية بات الآن سياسة متبعة لدى تلك الدول."
وانتقد الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني استخدام مصطلح الإرهاب ضد قطر، قائلا إنه يضر بالقدرة على استخدامه في الحرب الحقيقة على الإرهاب الذي قال إن قطر "تريد تدميره بالطرق العسكرية والاقتصادية".
وفي جلسة حوارية أعقبت كلمته قال الوزير القطري إن لدى الإدارة الأمريكية "إرادة سياسية لحل الأزمة من خلال الحوار"، كما انتقد مشكلة الطائفية التي قال إنها "تمزّق المنطقة" نافيا ارتباط الصراع في المنطقة بالخلاف المذهبي بين السنة والشيعة.
وقال الوزير القطري: "الصراع في المنطقة لا علاقة له بالسنة والشيعة بل هو صراع سياسي والتركيز على السنة والشيعة يعني أن الصراع طائفي وليس له علاقة بسياسات طرف أو آخر. نحن لا ننظر إلى العلاقة على أننا دولة سنية وإيران دولة شيعية، بل نؤسس العلاقة على أساس تقييم المبادئ وحق وجود جميع الدول وحل النزاعات بالسبل السلمية."
وأضاف: "لدينا خلافات مع إيران حول العراق وسوريا ولكن هذا لم يوقف التواصل، وهي وفرت لنا ممرات وفتحت المرافئ لنا. البعض يقول إننا بتنا أقرب إلى إيران ولكن دول الحصار من خلال ما فعلته تدفعنا دفعا نحو إيران."
ونفى الشيخ محمد بن عبدالرحمن أن تكون قطر بوارد التخطيط للانسحاب من مجلس التعاون الخليجي، الذي وصفه بأنه "منظمة مهمة وهي مصدر استقرار في المنطقة"، كما أبدى استعداد بلاده لمناقشة مطالب الدول الأربع "طالما أنها لم تمس بالسيادة" على حد تعبيره.