مشروبات وثياب داخلية للنساء ولعب للأطفال..الموصل تنتعش بعد تحريرها من "داعش"

الشرق الأوسط
نشر
7 دقائق قراءة
مشروبات وثياب داخلية للنساء..الموصل تنتعش بعد خروج داعش
Fadel Senna/AFP/Getty Images
7/7مشروبات وثياب داخلية للنساء..الموصل تنتعش بعد خروج داعش

يقول دخيل أمير (37 عاماً) إنه عندما استولى "داعش" على الموصل، فر على بعد 45 كيلومتراً من شمالي المدينة، إلى مسقط رأسه في منطقة شيخان، وترك محله لبيع الخمور، إذ أن بيع أو استهلاك الخمور خلال سيطرة "داعش،" كان أمراَ ممنوعاً.

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- مثّل تاريخ يونيو/حزيران العام 2014، الانتصار الإرهابي الأكثر استراتيجية لتنظيم "داعش" الذي طرد القوات العراقية خارج الموصل، واستولى على المدينة العراقية النابضة بالحياة والتي يقطنها أكثر من مليونين ونصف المليون شخص، والواقعة على ضفاف نهر دجلة.

وتحولت ثاني أكبر مدينة في العراق إلى أرض مدمرة، خلال الأشهر الوحشية التي تلت ذلك، إذ تهاوت فيها المباني، وهرب السكان، ولم يتوقف عداد الموت عن حصد الكثير من الأرواح البريئة. كما ازدادت حدة الأزمة الاقتصادية أيضاًَ، بالإضافة إلى الأزمة الإنسانية المستمرة. 

وأُغلقت العديد من المحلات التجارية بسبب القوانين الجديدة للمجموعة الإرهابية، ومن بينها متاجر الخمور، وصالونات تصفيف الشعر، وحتى محلات الألعاب. ودُمرت الكثير من المحلات التجارية الأخرى.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قد أعلن في تشرين الأول/أكتوبر العام 2016، عملية استعادة السيطرة على المدينة الرئيسية، ما أدى إلى اندلاع معركة الموصل على مدى تسعة أشهر. ومن ثم أعلن العبادي في يوليو/تموز عن تحرير الموصل من قبضة "داعش،" ما أدى إلى احتفال العراقيين بخروج التنظيم الإرهابي من المدينة، وسمح لأصحاب المحلات التجارية بفتح محلاتهم من جديد.

وتحدثت CNN مع أصحاب المحلات، الذين عادوا إلى أعمالهم، عن التجارب التي مروا فيها، خلال فترة احتلال "داعش" وبعد خروج التنظيم من الموصل.

ويقول دخيل أمير (37 عاماً) إنه عندما استولى "داعش" على الموصل، فر على بعد 45 كيلومتراً من شمالي المدينة، إلى مسقط رأسه في منطقة شيخان، وترك محله لبيع الخمور، إذ أن بيع أو استهلاك الخمور خلال سيطرة "داعش،" كان أمراَ ممنوعاً.

ويُوضح أمير أنه قبل سقوط المدينة، فإن المشروبات الروحية وخصوصاً الويسكي، والفودكا، والجعة، والعرق، كانت من بين أفضل مبيعاته. ورغم أن غالبية الناس في الموصل هم من المسلمين السنة، الذين لا يستهلكون الكحول، إلا أن هناك أيضا مجتمعات كبيرة من المسيحيين والأيزيديين، الذين يستهلكون المشروبات الكحولية.

وبعد استعادة الموصل، عاد أمير لفتح متجر جديد، بعدما أحرق محله السابق في الجزء الغربي في المدينة. ويعبر عن ذلك بالقول إن "أرقام المبيعات قد تكون أعلى مما كانت عليه سابقاً،" مضيفاً: "لكن هناك دائماً شعور بالخوف من المجهول،" ما دفعه إلى تركيب بوابة حديدية أمام المحل لحماية نفسه من أي هجوم محتمل.

أما عبدالله ريسان (40 عاماً)، الذي كان يبيع الملابس الداخلية النسائية، والفساتين، والتنانير، وسراويل الجينز، فيشير إلى أن وجود متجر لبيع الملابس النسائية تحت حكم داعش كان أمراً صعباً، موضحاً أن "غالبية الملابس التي قمنا ببيعها، كانت محظورة خلال الحقبة الإرهابية..باستثناء الأزياء الإسلامية، التي هي عبارة عن قطعة من القماش الأسود لا غير." وبعد أن استولى "داعش" على المدينة، سمحت له المجموعة فقط ببيع الملابس التي تغطي جسم المرأة بأكملها من الرأس إلى أخمص القدمين، بالإضافة إلى أن الملابس كان يجب أن تكون سوداء دون أي نقوش.

وكان أصحاب المتاجر يُمنعون من استخدام العارضات لعرض قطع الملابس، الموجودة داخل المحل. وفي بعض الفترات، حُظر على الرجال بيع الملابس الداخلية النسائية، ومُنع عليهم دخول هذه المحلات أيضاَ.

ويقول ريسان إن متجره، الذي يقع في سوق النبي يونس الشعبية يزدهر من جديد، مضيفاً أن "في يومنا الحالي، الحياة عادت إلى طبيعتها في نواح كثيرة.. نقدم كل ما نريده بالعلن وبدون خوف."

وكان سرمد حبيب،(32 عاماً)، قد بدأ لتوه في بيع الموسيقى والأقراص المدمجة عندما احتل "داعش" الموصل، وحظر الموسيقى والغناء. وبدلاً من إغلاق متجره، حوله حبيب إلى مقهى. ومع ذلك، فإن هجمات "داعش،" حولت المتحر إلى أنقاض.

ورغم أن حبيب كان قد فقد كل شيء، إلا أنه يبدو الآن مليئاً بالأمل، إذ يُوضح أنه "مع تحرير المدينة، تمكنت من فتح متجري لبيع الأقراص المدمجة الخاصة بأحدث الموسيقى،" مضيفاً: "أنا الآن أبيع أحدث الأفلام السينمائية، وهناك طلب قوي على ذلك".

أما عصام ربيع، (29 عاماً)، فيبيع ما يعتبره من أهم المنتجات الحيوية في الموصل، أي الهواتف المحمولة وبطاقات الهاتف.

ويقول ربيع إن "بعض الناس يعملون فقط لعدة أشهر، لشراء الهاتف الذكي والتمتع بميزاته"، مضيفاً "لكن بيع الهواتف الذكية توقف تماما خلال حكم داعش، إذ منع الأخير بيع الهواتف الذكية للمواطنين، حتى لا يصوروا ما يحصل في الموصل."

ونتيجة لذلك، اتجه الكثيرون إلى استخدام الهواتف المحمولة العادية، لإجراء المكالمات وبعث الرسائل النصية فقط. ولكن حتى مع ذلك، فإن هؤلاء قد يضطرون لدفع غرامة مالية، إذا ما استخدموا الهاتف في الأماكن العامة. ولكن، بعد خروج "داعش" من الموصل، يقول ربيع إن الطلب على الهواتف الذكية بدأ يرتفع، ما أدى إلى ازدهار متجر ربيع في حي السماح من جديد.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ حُظر خلال حكم "داعش" تدخين السجائر والشيشة. 

وفي هذا السياق، يقول أبو علي، (57 عاماً،) إنه عندما دخل "داعش" إلى الموصل، كان لديه شهراً واحداً فقط للتخلص من مخزونه. ولكن، متجره لم يكن الوسيلة الوحيدة لتحقيق الربح، حيث كانت الرغبة في التدخين مرتفعة جداً في الموصل، موضحاً أن "العديد من أعضاء داعش كانوا يدخنون،" ومشيراً إلى أنه "عندما أصبح توفر السجائر نادراً بسبب الحظر، قاموا بالتواصل مع الموزعين السريين."

وحالياً، يزدهر بيع السجائر من جديد في العلن، إذ يقول علي إن متجره، الذي يقع في سوق النبي يوسف الشعبية، يبيع العلامات التجارية الأكثر فخامة.

من جهته، يُوضح حسن علي (27 عاماً) والذي يملك متجراً لبيع الألعاب في حي المثنى، أنه في ظل حكم "داعش،" حُظر بيع أي لعبة تشبه البشر أو الحيوانات، لافتاً إلى أنه "خلال تلك الفترة، عانيت من خسائر كبيرة. وأُجبر العديد منا على إغلاق متاجره، أو بيع منتجات أخرى غير مربحة."

وبعد بضعة أشهر من خروج "داعش،" يقول علي إن "الطلب على لعب الأطفال يزيد نتيجة القمع الذي تعرض له الأطفال أثناء الاحتلال، والقيود المفروضة على حق امتلاكهم لعباً غير السيوف أو السيارات."