محلل: ميليشيات إيران تخيف الأكراد.. وطهران أكبر مستفيد مما بعد داعش

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة
محلل: ميليشيات إيران تخيف الأكراد.. وطهران أكبر مستفيد مما بعد داعش
Credit: afp/getty images

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- ذكر محلل سياسي أمريكي في شبكة CNN أن المواجهة التي شهدتها مدينة كركوك بين القوات العراقية والكردية كانت متوقعة وقد تُنذر بتصاعد أكبر في الموقف، مضيفا أن الأكراد كانوا يشعرون بالقلق من الميول التوسعية للمليشيات الشيعية المدعومة من إيران، وأن فترة ما بعد داعش ستكون حافلة بصراعات النفوذ التي تستفيد منها طهران.

ولفت ليستر في تحليله إلى أن ما شهدته كركوك كان عبارة عن اصطفاف لجيشين مدعومين من الولايات المتحدة بمواجهة بعضهما، مضيفا أن مواجهة من هذا النوع كانت متوقعة على الدوام بل تبدو حتمية.

ولفت ليستر إلى توقيت العملية في كركوك، والذي جاء بعد أيام على خطاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول إيران، قائلا: "ربما لا يكون التقدم إلى كركوك بعد ثلاثة أيام على خطاب ترامب حول إيران ووضعه الحرس الثوري على قوائم الإرهاب مجرد صدفة. قوات فيلق القدس، التي تشكل جزءا من الحرس الثوري، تلعب دورا قويا في العراق بدعم وتدريب المليشيات الشيعية بمواجهة داعش، وقائدها، قاسم سليماني، يمضي في العراق وقتا أطول مما يمضيه بإيران كما يبدو."

ورأى ليستر أن السؤال الآن هو: "هل سيكتفي الجيش العراقي والقوى المتحالفة معه بمكاسبها (في كركوك) أم أن ما جرى سيشجعه على محاولة دفع الأكراد للمزيد من التراجع؟" وتساءل ليستر عن الموقف الأمريكي وطبيعته وما إذا كانت واشنطن على علم مسبق بالعملية، معتبرا أن الولايات المتحدة تواجه في المنطقة لاعبين آخرين أكثر تصميما في بعض الأحيان، مثل روسيا وإيران.

وحول الوضع الكردي الداخلي، تحدث ليستر عن خلافات بين حزب رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، وهو "الحزب الديمقراطي الكردستاني" وبين الحزب الرئيس المنافس، وهو "الاتحاد الوطني الكردستاني" الذي كان يقوده الرئيس العراقي الراحل، جلال طالباني، لافتا إلى وجود تقارير تشير إلى أن وحدات من البيشمرغة موالية لحزب "الاتحاد الوطني" كانت في طليعة من رفضوا أوامر القتال بكركوك وعمدوا إلى الانسحاب من مواقعهم.

وحول مستقبل الأمور قال ليستر إن فرصة الوصول إلى حل مازالت قائمة، ولكن أحداث العقد الماضي بالعراق أقنعت الأكراد، وخاصة الشباب، بعدم وجود مستقبل لهم ضمن عراق ضعيف ومضطرب مضيفا: "القادة الأكراد توقعوا منذ زمن طويل اندلاع مواجهة واسعة بعد القضاء على داعش، فأحد المسؤولين الأكراد قال لـCNN قبل عامين إن داعش ليس أكثر من مصدر إزعاج للأكراد، أما القلق الحقيقي فهو مرتبط بالمليشيات الشيعية التوسعيّة التي تدعمها وتسلحها إيران."

وختم ليستر التحليل بالقول: "تنظيم داعش يواجه الآن خسارة الأراضي الأخيرة التي يسيطر عليها في العراق وسوريا، ولكن اندحاره سيفتح الباب أمام العديد من نزاعات فرض النفوذ، ومعظمها سيصب في صالح إيران."