داعش يفقد عاصمته بالرقة.. ماذا يحمل المستقبل للتنظيم والمدينة؟

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة
داعش يفقد عاصمته بالرقة.. ماذا يحمل المستقبل للتنظيم والمدينة؟
Credit: afp/getty images

لندن، بريطانيا (CNN) -- تحمل الرقة أهمية استراتيجية بالنسبة لداعش، فهي كانت المدينة الكبرى الأولى التي خضعت لسيطرة التنظيم في سوريا وتحولت لاحقا إلى "عاصمة" للخلافة التي أسسها، وكانت المدينة تمثل واحة من التعددية الدينية في وسط الصحراء السورية قبل أن تتحول بفعل الحركة الدائرة في البلاد إلى ساحة من الفوضى تعمها الأعمال العنيفة، بما في ذلك قطع الرؤوس.

المدينة باتت مركزا للعمليات الدولية التي ينفذها تنظيم داعش، والذي حوّل ملعبها الرياضي والمستشفى الرئيسي فيها إلى مقرات له لتخطيط الهجمات على الأجانب، ورغم استمرار التنظيم في السيطرة على قرى وبلدات سورية مجاورة إلا أنه بات خارج السيطرة على أي مدينة رئيسية، ما يعني أنها نهاية حقبة كاملة بالنسبة له.

ماذا يحمل المستقبل لداعش؟

التنظيم سيحاول المحافظة على وجوده من خلال العمليات العسكرية المتنقلة، وسيسعى عناصره إلى الاختباء في الأماكن التي يسعهم فيها ذلك، وخاصة في مناطق حوض نهر الفرات حيث يُعتقد أن زعيمهم أبو بكر البغدادي قد لجأ، غير أن الأهم هو أن التنظيم تحول من واقع إلى فكرة، فكرة أن خلافة ما كانت قائمة قبل أن يسحقها تحالف دولي.

خطر الإرهاب المسلح سيتواصل أيضا ويظل يهدد الغرب، ولكنه مصدره لن يكون الرقة التي ستفقد مكانتها بالنسبة للعقل المخطط لداعش. عناصر التنظيم سيكون عليهم الحفاظ على شبكات توصلهم الإلكترونية عوض الالتقاء فعليا على أرض كانوا يسيطرون عليها، ما يعني أن التنظيم كما نعرفه قد انتهى.

وتخطط قوات التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا لمحاربة داعش ومعها قوات سوريا الديمقراطية لدعم تشكيل مجلس حكم مدني يضم عددا من الشخصيات العربية المدعومة بقوى أمنية محلية مؤقتة لتتولى عملية إعادة إعمار المدينة. قوات سوريا الديمقراطية تضم الكثير من الأكراد الذين ليس لديهم مصلحة طويلة الأمد في السيطرة على الرقة التي تقطنها غالبية عربية.

عرب الرقة هم من السنّة الذين عانوا الكثير جراء ممارسات النظام السوري خلال الحرب الحالية، وقد اضطر عدد كبير منهم إلى مغادرة المدينة أو البقاء تحت حكم داعش، وبما أن تنظيم داعش في سوريا، كما في العراق، اعتمد كثيرا على السنة الحانقين من سيطرة الحكومات الشيعية فإن هناك ضرورة لمعالجة أسباب ذلك، غير أن غياب قيادات معترف بها دوليا للسنة في تلك المناطق سيجعل من الصعب على واشنطن توفير الدعم لطرف واضح على الأرض.

ستحتاج المدينة إلى عمليات إعمار قد تصل قيمتها لمليارات الدولارات بعد الدمار الواسع الذي لحق بها، ولكنها حاليا ستكون نقطة بين مجموعات متنافسة، فمن جهة يقف النظام السوري المدعوم من روسيا، ومن جهة أخرى يقف الأكراد الذين يبحثون عن موطن لهم في الشمال، وهناك أيضا السكان الأصليون للمدينة، والذين لم يعد لهم مكان للسكن وسط هذا الدمار الواسع.