بيروت، لبنان (CNN) -- تراجع رئيس الوزراء اللبناني، سعدالدين الحريري، عن استقالته رسميا في بيروت الأربعاء، وذلك بطلب من رئيس الجمهورية، ميشال عون، بعد لقاء جمعهما بالقصر الرئاسي قبل الاستقبال الرسمي السنوي بمناسبة عيد الاستقلال، مع تأكيد الحريري على ضرورة العودة لخيار "النأي بالنفس" عن صراعات المنطقة، بعدما ربط استقالته بذلك.
وقال الحريري في كلمة له بعد انتهاء اجتماعه مع عون، والذي بدأ ثلاثيا بحضور رئيس مجلس النواب، نبيه بري: "عرضت استقالتي على الرئيس (عون) وتمنى علي التريث لمزيد من التشاور حول أسبابها وخلفياتها السياسية وأبديت تجاوبي مع هذا التمني."
وطالب الحريري بوجوب "النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية وكل ما يضر بالعلاقات مع الأشقاء العرب" على حد تعبيره مضيفا: "نتطلع إلى شراكة حقيقة من كل القوى السياسية في تقديم مصلحة لبنان العليا على أي مصالح أخرى والحفاظ على المسار المطلوب لبناء الدولة وللشراكة مع اللبنانيين."
وتوجه الحريري بالشكر إلى اللبنانيين الذين قال إنهم "غمروه بمحبتهم وصدق عاطفتهم" مضيفا: "أؤكد التزامي التام التعاون مع فخامة الرئيس لمواصلة مسيرة النهوض بلبنان وحمايته من الحروب والحرائق وتداعياتها على كل الصعد." كما تمنى انطلاق حوار "يعالج المسائل الخلافية وانعكاساتها" مطالبا الجميع ببذل "جهود استثنائية لتحصينه (لبنان) في مواجهة المخاطر."
وكان الحريري قد تقدم باستقالته من السعودية، محملا المسؤولية لحزب الله وتدخله في الصراعات الدائرة بالمنطقة، إلى جانب التدخلات الإيرانية في لبنان. وأدت استقالة الحريري والأيام التي تبعتها، والتي أمضاها في السعودية، إلى موجة من الجدل والتحليلات السياسية الداخلية والدولية. واتهم حزب الله السعودية بالضغط على الحريري لدفعه إلى الاستقالة، الأمر الذي نفاه المسؤولون السعوديون، وكذلك الحريري نفسه، في مقابلة تلفزيونية سبقت عودته لبلاده.