دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— بعد الهجوم الذي استهدف مسجدا صوفيا في منطقة العريش، شمال سيناء، والذي اعتبر الأكثر دموية في مصر، حيث راح ضحيته 235 شخصا وجرح 109 آخرين، نقدم لكم نبذة سريعة عن الصوفية.
التفسير الأعم لمعنى وجوهر الصوفية أو التصوف هو اعتباره طريقة يسعى من خلاله المتصوفون لتحقيق مقام الإحسان (أعلى مراتب الإسلام الإيمانية التي تبدأ بالإسلام ثم الإيمان فالإحسان) فتُرى الصوفية على أنها طريقة للوصول إلى الله بالاجتهاد في العبادات وتطهير النفس والرقي بها مع ما يصاحب ذلك من زهد عبر وسائل وممارسات يقول الصوفيون إنها مستمدة من القرآن والسنة واجتهاد العلماء فيما لم يرد فيه نص.
تقاربت تعريفات العلماء والمؤرخين ومتبعي الصوفية وتفصيلهم لمعنى الصوفية، فعرّف زكريا الأنصاري التصوف بأنه "علم تعرف به أحوال تزكية النفوس، وتصفية الأخلاق وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية،" في حين قال أحمد زروق: "إن التصوف علم قصد لإصلاح القلوب وإفرادها لله تعالى عما سواه.." أما الجنيد، فقال إن "التصوف استعمال كل خلق سني، وترك كل خلق دني،" في حين ذهب أبوالحسن الشاذلي لتعريفه بأنه "تدريب النفس على العبودية، وردها لأحكام الربوبية."
التصوف انتشر في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة، ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة متنوعة معروفة باسم الطرق الصوفية. والتاريخ الإسلامي زاخر بعلماء مسلمين انتسبوا للتصوف مثل محي الدين بن عربي وشمس التبريزي وجلال الدين الرومي والنووي والغزالي.
ويذكر أن الطرق الصوفية لها شارات وبيارق وألوان يتميزون بها: فيتميز الرفاعية باللون الأسود. ويتميز القادرية باللون الأخضر. ويتميز الأحمدية باللون الأحمر.
يرى بعض خصوم الصوفية أن عددا من المنتسبين اليها هم من "أصحاب البدع" بسبب الطرق الخاصة التي يجرون عبرها طقوسهم رغم نفي الصوفيين ذلك. وقد وصل الأمر ببعض الجماعات إلى حد تكفيرهم وتبرير شن هجمات عليهم.