دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تصاعدت وتيرة التوتر العسكري والأمني في العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية والقوى المتحالفة معها، إذ تكررت الخميس الصدامات بين الحوثيين وأنصار حزب المؤتمر الذي يقوده حليفهم الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، وسط تراشق وتبادل للاتهامات والتهديدات.
المكتب السياسي للحوثيين أصدر بيانا قال فيه إن الدولة "معنيةٌ بفرض القانون، والتصدي لأي جهة تنحرف عن مسار معركة التحرر والسيادة والاستقلال" مضيفا أن بعض من وصفها بـ"الجهات الحزبية" ارتكبت "أعمالا مخلة بالأمن والاستقرار وصلت إلى حد الاعتداء على أفراد الأمن في العاصمة صنعاء."
وبالترافق مع صدور بيان الحوثيين، نشرت وكالة الأنباء اليمنية، بنسختها الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بيانا منسوبا إلى وزارة الداخلية اتهم فيه فريق حراسة جامع الصالح بعرقلة مهمة تأمين مسيرة الحوثيين بمناسبة عيد المولد وإطلاق النار على رجال الأمن الذين عادوا ليسيطروا على المسجد، مضيفة أنها اكتشفت داخله أسلحة وأجهزة اتصال متطورة، لتتهم حزب المؤتمر بإخفاء "كم هائل" من السلاح داخل الموقع.
ولكن، وفي سياق زيادة الغموض حول الوضع داخل العاصمة اليمنية، عاد حزب المؤتمر لينشر بيانا منسوبا إلى مكتب وزير الداخلية في الحكومة الخاضعة للحوثيين ينفي فيه صحة التصريح السابق، مع قول إن الوزارة لم تُصدر أي بيان، وطلب عدم اقحام مؤسسات الدولة في الأزمة السياسية والامتناع عن "ًصب الزيت على النار" وفق قوله.
مصدر مسؤول في حزب المؤتمر الشعبي العام قال إن لجنة مشتركة من الطرفين نزلت إلى الميدان لمحاولة تهدئة الوضع ولم يعترض حزب المؤتمر على مرور المشاركين في احتفال للحوثيين بجوار منازل قيادات الحزب وأقارب صالح، إلا أن الحزب فوجئ بهجوم مسلح من قوات تابعة لأنصار الله واستهداف الحراسات الخاصة بمنزل العميد طارق صالح مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح ثلاثة آخرين.
ووصف الحزب تلك التطورات بـ"الخطيرة" نظرا لوقوعها في ظل الاتفاق على التهدئة، محملا الحوثيين المسؤولية الكاملة مع الحديث عن وجود من لا يريد الوصول للتهدئة. في حين ندد فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة إب بـ"قيام المئات من مسلحي جماعة أنصار الله بالاعتداءات التي وقعت خلال يومي الأربعاء والخميس وما رافقها من أوضاع أمنية في العاصمة."
وأكد بيان للفرع في إب أن تلك التصرفات والاعتداءات المتكررة "تجاوزت الشرع والدستور والقوانين النافذة والعادات والتقاليد والمبادئ والقيم والأخلاق"، متحدثا عن من قال إنهم يريدون "اشعال فتيل الفتنة والاقتتال فيما بين القوى الوطنية" مع تحميل الحوثيين "مسؤولية ما تقوم به تلك المجاميع التابعة لهم من أعمال واعتداءات واقتحامات وتصرفات همجية" وفق تعبيره.