هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
في الوقت الذي يستعد فيه مجلس التعاون الخليجي لعقد اجتماعه السنوي في 5 و 6 ديسمبر / كانون الأول في الكويت، يتوقع عدد من المراقبين أن تكون هذه القمة بداية لحل الأزمة مع قطر. تقول تقارير إن أمير قطر الشيخ تميم آل ثاني يخطط لحضور الاجتماع الذي سيحضره أيضاً ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. ويتوقع هؤلاء المراقبون أن وساطة الكويت لحل الأزمة القطرية ربما تكون في طريقها لقطف ثمارها حيث من المتوقع أن يتم حل الخلاف وإعادة العلاقات بين دول أعضاء مجلس التعاون الخليجي إلى وضعها الطبيعي.
لكن شائعة قيام الحوثيين بإطلاق صاروخ على الإمارات التي بثتها قناة الجزيرة يوم الأحد 3 ديسمبر ربما تكون قد حطمت هذه الآمال. عدة وسائل إعلامية قريبة من قناة الجزيرة نقلت الخبر، بعد بث قناة (بريس) الانجليزية التابعة للحكومة الإيرانية قيام الحوثيين بإطلاق صاروخ على المفاعل النووي الإماراتي في أبوظبي، والذي من المفترض أن يتم إطلاقه في عام 2018 لإنتاج الكهرباء.
الإمارات العربية المتحدة كانت تحتفل بيومها الوطني الـ46، وقد كان يوم إجازة رسمية في عدد من قطاعات الدولة، ولكن لم يسمع أحد اي أصوات تخترق سماء أبوظبي في الوقت الذي كان فيه المتحدث الرسمي باسم الحوثيين يعلن على الهواء على قناة الجزيرة ادعاء إطلاق صاروخ كروز على الإمارة.
ربما يعتقد السعوديون والإماراتيون أن قطر تعمدت تغطية الخبر الكاذب لتعلن انحيازها إلى جانب الحوثيين ونشر الرعب بين ملايين السياح الذين يزورون الإمارات في عطلات عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية.
وفي نفس الوقت باليمن، يريد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي اختلف مؤخراً مع المتمردين الحوثيين ودخل صراعاً مسلحاً معهم في شوارع العاصمة اليمنية صنعاء، أن يتفاوض مع السعودية وفتح صفحة جديدة معها. صالح طلب من السعودية وقف الحصار ضد اليمنيين ووقف القصف لكي يستطيع التفاوض مع الرياض.
الحوثيون استطاعوا خلال السنوات الثلاث الماضية استغلال الخلافات بين علي عبد الله صالح وبين الرئيس اليمني الحالي عبد ربه منصور هادي، وتمكنوا، بمساعدة الإيرانيين، من الصمود في وجه التحالف العربي ضدهم حتى ولو كان الثمن المجاعة التي تعرض لها الشعب اليمني والفقر والدمار الهائل الذي لحق باليمن، ولذلك من الصعب تخيل أنهم سيتخلون عن أسلحتهم إذا طلب منهم ذلك. وكذلك فإن الطلب من الحوثيين العودة إلى قراهم وهم يتمتعون بدعم إيران وربما أطراف عربية أخرى لها مصلحة في استدامة الحرب في اليمن قد لا يكون أمراً سهلاً.
الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على مطار الرياض منذ أسابيع قليلة ونجحت الدفاعات الجوية السعودية في إسقاطه كان نقطة تحول في هذا الصراع. الإيرانيون قالوا بوضوح إنهم يقدمون مساعدات استشارية للحوثيين، لكن يبدو أن قطر منحتهم منبراً الآن في الوقت الذي تستعد فيه دول مجلس التعاون الخليجي لعقد اجتماع القمة السنوي في الكويت، وفي الوقت الذي يأمل علي عبد الله صالح في دخول مفاوضات مع الرياض. المراقبون يرون الآن أن قطر منحازة إلى الحوثيين في هذه الحرب المستمرة في اليمن، بالإضافة إلى الإيرانيين الذين يدعمون الحوثيين بقوة.
ربما تستعد قطر للتخلي عن عضوية مجلس التعاون الخليجي أو ربما يتم تجريدها من العضوية من قبل الأعضاء الآخرين. وربما يكون القطريون يفكرون في استخدام الحوثيين كورقة في مباحثاتهم مع السعوديين. من الصعب التخمين في هذه المرحلة التي يستعد فيها قادة مجلس التعاون لحضور القمة يوم الثلاثاء في الكويت.