نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- عندما أعلن الرئيس دونالد ترامب اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل الأربعاء، كان وزير الخارجية ريكس تيلرسون مسافراً في أوروبا. وإلى جانب ترامب كان نائب الرئيس مايك بينس الذي سيمثل الإدارة في رحلة للشرق الأوسط بوقت لاحق من هذا الشهر.
غياب الوزير كان متعمدا، ولكن مسؤولي الإدارة يقولون إنه لا يعكس بالضرورة قضية الخلاف بين ترامب وتيلرسون الذي يدور الحديث عنه في واشنطن، رغم نفي تيلرسون لوجوده أساسا.
وأعلن ترامب الأربعاء عن قراره حيال القدس، رغم تحذيرات من زعماء أجانب وقيادات دينية ومسؤولين حاليين وسابقين بالشرق الأوسط من التداعيات السلبية على التحالفات التي تقيمها واشنطن بالمنطقة. وقال مسؤولون بالإدارة إن وزير الخارجية تيلرسون كان يدافع في أوروبا عن موقف ترامب مع أهم حلفاء أمريكا بقضية السلام في الشرق الأوسط، لكن بعض النقاد رأى في القضية فصلا جديدا من الأزمة بين الرجلين.
وقال نائب رئيس مركز ويلسون والمستشار السابق لوزارة الخارجية الأمريكية آرون ديفيد ميلر، إن تيلرسون: "لم يكن جزءا من هذه العملية"، مضيفاً "لا ينبغي أن يكون مفاجئا لأي شخص وجوده بأوروبا".
وذكر ميلر أنه لم يسبق وجود وضع مماثل منذ السبعينيات، عندما هزم مستشار الأمن القومي للرئيس ريتشارد نيكسون، هنري كيسنجر، وزير الخارجية وليام روجرز. وأضاف ميلر أن الإعلان في غرفة الاستقبال في البيت الابيض "شاذ" مثل كل شيء آخر في إدارة ترامب.
وعقب الإعلان، قدم تيلرسون دعماً عمومياً كاملا، أصدر بيانا قال فيه إن قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يلائم الوجود الأمريكي مع حقيقة "أن القدس هي موطن للهيئة التشريعية الإسرائيلية والمحكمة العليا ومكتب الرئيس ومكتب رئيس الوزراء". وأضاف "لقد تشاورنا مع العديد من الأصدقاء والشركاء والحلفاء قبل أن يتخذ الرئيس قراره، ونعتقد اعتقادا راسخا بأن هناك فرصة لإحلال سلام دائم".
وأشار مسؤولو الإدارة ووزارة الخارجية إلى أن تيلرسون يقوم بدور مفيد بعيدا عن واشنطن. وعقب مسؤولون في الإدارة الأمريكية أن البيت الأبيض كان سعيدا بحضور تيلرسون في بروكسل خلال اجتماع لـ"ناتو" هذا الأسبوع لبحث قضيتهم.
وذكرت شبكة CNN، أن تيلرسون أعرب عن مخاوفه بشأن خطة جاريد كوشنر للتوصل إلى اتفاق سلام بدعم من ولي العهد السعودي الجديد الذي من شأنه أن يخلق دولة فلسطينية وطبيعة العلاقات بين إسرائيل وجيرانها العرب، مقابل دعم الولايات المتحدة لخطط الأمير لمواجهة إيران في المنطقة.
وطلب تيلرسون وماتيس من ترامب اسبوعا لتعزيز الأمن في البعثات الأمريكية والسفارات في المنطقة قبل الإعلان، ووافق الرئيس على الطلب.