صور السلطان عبدالحميد الثاني تظهر بتركيا.. وتفتح جدل تاريخ القدس

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة
صور السلطان عبدالحميد الثاني تظهر بتركيا.. وتفتح جدل تاريخ القدس
Credit: afp/getty images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- برز في الاحتجاجات التي تشهدها تركيا ضد قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، استخدام صور عملاقة للسلطان العثماني الراحل، عبدالحميد الثاني، ما أعاد إلى الأذهان النقاش حول الأحداث التي جرت خلال حقبة ذلك السلطان والتداعيات التي تركتها على ملفات الشرق الأوسط اليوم.

السلطان عبدالحميد الثاني هو أحد آخر السلاطين العثمانيين وقد حكم لأكثر من ثلاثة عقود امتدت بين عامي 1876 و1909 وشهد عهده حوادث عديدة واضطرابات وفترات من المد والجزر مع الدول الأوروبية، كما شهد الكثير من الجدل حول لقاءاته بالقيادي في الحركة الصهيونية، ثيودور هرتزل.

وفي هذا السياق، يقول المؤرخ اللبناني، حسان حلاق، إن السلطان عبدالحميد خُلع من العرش بتأثير ذلك الملف، ويضيف أن الحركة الصهيونية حاولت إقناعه بقبول مبالغ كبيرة تقدّر بخمسين مليون ليرة ذهبية مقابل السماح بالهجرة إلى الأراضي الفلسطينية.

ويقول حلاق إن السلطان عبدالحميد رفض العرض الذي قدمه هرتزل آنذاك وطرده، مستندا بذلك إلى مذكرات هرتزل التي يصف فيها عبدالحميد بأنه "أصعب سلطان عثماني يمكن رشوته" وفق قوله، لافتا إلى أن السلطان الراحل أصدر ما وصف آنذاك بـ"البطاقة الحمراء" التي لا تتيح لليهود الزائرين بالبقاء أكثر من شهر في الأراضي الفلسطينية، وفقا لمقابلة أجرتها معه وكالة "الأناضول" التركية في اكتوبر/تشرين الأول الماضي، بمناسبة صدور كتاب له حول القضية.

وتنقل العديد من المراجع التاريخية مواقف للسلطان عبدالحميد موجهة إلى هرتزل منها القول "لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الأرض، فهي ليست ملك يميني بل ملك للأمة الإسلامية".

لكن مؤرخين آخرين أدلوا بوجهات نظر مختلفة حول قراءة تاريخ تلك الفترة، ومنهم المؤرخة فدوى نصيرات في كتابها "السلطان عبدالحميد الثاني ودوره في تسهيل السيطرة الصهيونية على فلسطين"، التي تشير إلى أن هرتزل واصل زيارة السلطان حتى بعد التصريح برفض الأخير لعرضه، وصولا إلى استضافته في اسطنبول وعلى نفقة السلطان الخاصة.

ويقول الأكاديمي الفلسطيني خالد الحروب، في عرضه لكتاب نصيرات عبر صحيفة "الحياة" في أبريل/نيسان 2014، أن السلطان: "في ’مقولاته البطولية‘ عن عدم بيع فلسطين يتحدث إلى التاريخ وكي يتفادى أي اتهام له بالخيانة والتفريط. لكن كان في سياسته العملية يحاول ان يكون براغماتياً يستكشف الفرص."

ويضيف الحروب أنه في النهاية لا تتبقى أي قيمة حقيقية للاقتباسات والمقولات والمواقف اللفظية مقابل الأحداث الحقيقية على الأرض وبيننها "تسهيل الهجرة اليهودية، بناء المستوطنات، جلب الخبرات اليهودية، عدم الالتفات إلى غضب الفلسطينيين ونداءاتهم للسلطان بأن يقفل باب الهجرة اليهودية ويمنع انتقال ملكية الاراضي إليهم" وفقا للكاتب.