ولد بالهند ورحل بالسعودية وأدخل التكنولوجيا بعلوم الحديث.. من هو الشيخ الأعظمي؟

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة
ولد بالهند ورحل بالسعودية وأدخل التكنولوجيا بعلوم الحديث.. من هو الشيخ الأعظمي؟
Credit: King Faisal International Prize

الرياض، المملكة العربية السعودية (CNN) -- ودعت السعودية الأربعاء أحد أبرز علماء الحديث المعاصرين، وهو الشيخ محمد مصطفى الأعظمي، وهو هندي المولد وحصل لاحقا على جنسية المملكة بعد إسهاماته في العلوم الدينية الإسلامية، والتي لم يقتصر فيها على الدراسات الدينية المقارنة وعلوم الحديث بل وكان رائدا في بحث استخدام التكنولوجيا في حفظها ونشرها.

الأعظمي الذي توفي الأربعاء بالعاصمة الرياض عن عمر 86 عاما من مواليد مدينة "منو" بالهند في عام 1932، وتخرج من كلية "دار العلوم ديوبند" الشهيرة، وتابع بعد ذلك دراسته في الأزهر لتقوية لغته العربية وحاز أيضا شهادة "العالمية" من كلية أصول الدين ليحوز عام 1966 درجة الدكتوراه من جامعة كمبردج البريطانية في بحث عن الأدبيات المُبكرة للحديث تحت عنوان ( دراسات في الحديث النبوي الشريف وتاريخ تدوينه - Studies in Early Hadith Literature .

الأعظمي قصد السعودية عام 1968 ودرَّس في كلية الشريعة بمكة المكرمة، ثم في كلية التربية في الرياض؛ أستاذاً لمادة مصطلح الحديث في قسم الثقافة الإسلامية لمدة ثمانية عشر عاماً حتى تقاعد عام 1991، كما مارس التعليم في جامعات عالمية في بريطانيا والولايات المتحدة ومُنح الجنسية السعودية بأمر ملكي.

وبرز اسم الأعظمي في اكتشاف وتحقيق المخطوطات. وقال الداعية السعودي والباحث المتخصص في الحديث، خالد بن عبدالرحمن الشايع، في اتصال مع CNN بالعربية، إن الأعظمي لعب دورا كبيرا في الرد على المستشرقين كما في كتابه "دراسة نقدية لكتاب أصول الشريعة المحمّدية للمستشرق شاخت"، و"تاريخ النّص القرآني من الوحي إلى التدوين".

 ويلفت الشايع إلى أن الأعظمي من بين الذين فازوا بجائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية نظير مشاريعه العلمية والتي كان في مقدمتها كتابه "صحيح ابن خزيمة" الذي نشره وحققه، وهو من أهم الكتب بعد صحيحي البخاري ومسلم، إلى جانب مشروعه "الكمبيوتر واستعماله في خدمة السُنَّة النبوية" وقد ساهم في إنشاء مركز لخدمة الحديث النبوي على شبكة الأنترنت، وقام بتخزين عدد من الكتب فيه.

ويضيف الشايع أن الأعظمي لعب دورا أيضا في دراسات مقارنة الأديان، كما في كتاب "تاريخ النص القرآني من بداية النزول إلى جمعه في المصحف: دراسة مقارنة مع العهد القديم والعهد الجديد" الذي صدر بالإنجليزية تحت عنوان "The History of the Qur’anic Text ’from Revelation to Compilation: A comparative Study with the Old and New Testaments".