كامليا انتخابي فرد تكتب: 2018 ليس عام منطقتنا ولا أمريكا.. لكنه بالتأكيد عام بوتين

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
كامليا انتخابي فرد تكتب: 2018 ليس عام منطقتنا ولا أمريكا.. لكنه بالتأكيد عام بوتين
Credit: SERGEI ILNITSKY/AFP/Getty Images

هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- عندما ننظر إلى بضع سنوات مضت، نتمنى على الأغلب لو يعود بنا الزمن إلى الوراء، ولكل شخص بالتأكيد تجارب خاصة به تحدد أهمية كل سنة من سنوات العمر. لكن عام 2017 الذي شارف على الانتهاء كان مختلفاً قليلاً عن باقي السنوات، حيث شهد بداية رئاسة دونالد ترامب في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تغييرات عالمية عديدة بسبب سياسات ترامب وما يريد تحقيقه على مستوى العالم.

من انتهاء الحرب على داعش في سوريا والعراق، إلى ارتفاع حدة التوتر بين إيران والسعودية، إلى آفاق المواجهة المحتملة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، واستمرار الحرب الدامية في اليمن، واستراتيجية ترامب الجديدة تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي التي أغضبت المسلمين والعرب في شتى أنحاء العالم... كل هذه الأمور كانت علامات فارقة لعام 2017.

بعض هذه القضايا سوف تستمر معنا في عام 2018 وربما أبعد من ذلك. وبعضها يشكل خطراً حقيقياً لم نشهده من قبل مثل خطر الحرب النووية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، خاصة بعد قرار مجلس الأمن الأخير بتطبيق عقوبات أشد ضد كوريا الشمالية بسبب اختبار الصواريخ البالستية الأخير، واعتبار كوريا الشمالية أن هذه العقوبات ضدها هي بمثابة إعلان حرب. إن خطر اندلاع حرب نووية أخطر بكثير من أي حروب أخرى شهدها العالم حتى الآن. ومع كل هذه الاضطرابات، تستمر التحقيقات في الكونجرس الأمريكي في قضية الدور الروسي المفترض في الانتخابات الرئاسية الأمريكية السابقة التي أوصلت ترامب إلى البيت الأبيض، الأمر الذي يضع علامة استفهام كبيرة حول القيادة الأمريكية للعالم ويؤثر على سياستها الخارجية بشكل واسع.

فرنسا بدورها ترى أن هناك فجوة في النفوذ العالمي يمكنها استغلالها لمصلحتها. وقد قامت بالفعل بلعب دور هام في إنهاء الأزمة التي أحاطت بإعلان استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من السعودية، وهي تقوم بدور نشط في محاولة حل أزمة البرنامج الصاروخي الإيراني، وكذلك في المفاوضات مع المعارضة السورية في جنيف. كل هذه التحركات تأتي في إطار رؤية الرئيس الفرنسي الشاب لفرصة متاحة لبلده وله شخصياً للعب دور أكثر نشاطاً على الصعيد العالمي.

وفي طهران، دفعت الضغوطات على إيران بسبب دورها في الصراعات الإقليمية، مثل اليمن وسوريا، الرئيس المعتدل حسن روحاني إلى الوقوف إلى جانب المحافظين للدفاع عن الحرس الثوري، خاصة بعد رفض الرئيس ترامب توثيق التزام إيران بالاتفاقية النووية وترك أمر بقاء أمريكا في الاتفاقية أو الخروج منها في يد الكونجرس الأمريكي، الأمر الذي أغضب حكومة الرئيس روحاني إلى حد كبير.

من ناحية أخرى، لعبت التحديات التي سببتها مواقف إدارة ترامب تجاه الاتفاقية النووية الإيرانية دوراً سلبياً في الفرص التجارية التي كانت الاتفاقية قد فتحتها لإيران. فالمستثمرون يحتاجون إلى جو مستقر يشجعهم على الاستثمار في إيران، ولكن مع المواقف الأمريكية المتأرجحة تتردد معظم الجهات في الاستثمار في إيران حالياً. ولا تستطيع إيران أن تفعل أي شيء حالياً تجاه هذا الوضع سوى محاولة إقناع الدول الأوروبية للبقاء على التزامها بالاتفاقية النووية والضغط على الكونجرس الأمريكي في هذا الإطار. ولكن الصواريخ التي يطلقها الحوثيون على السعودية والاتهامات الموجهة إلى إيران في هذا المجال لا تخدم الموقف الإيراني.

أريد أن اقول إن عام 2018 لا يبدو أنه يحمل الكثير من الآمال بالرغم من كل الأمنيات التي نحملها. ربما يكون هذا العام الجديد جيداً لروسيا مع نجاح الرئيس بوتن المستمر والقوي في حل الكثير من المشاكل العالمية. حتى أن البعض يتوقع أن تلعب روسيا دوراً أكبر في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في غياب دور أمريكي حقيقي في هذا المجال. لذلك يمكن القول إن عام 2018 ربما يكون عام روسيا –أي عام الرئيس بوتن.