واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال دينيس روس، مساعد الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، لشؤون الشرق الأوسط، إن ما تريد أمريكا رؤيته في إيران هو تغيير في سلوك النظام في الخارج ووقف دعمه لدول وحركات بمبالغ مالية طائلة تؤدي إلى التسبب بالمشاكل الاقتصادية في الداخل، كما أقر بأن موقف الإدارة الأمريكية السابقة حيال تحركات عام 2009 في إيران كان يمكن أن يكون أفضل.
روس، الذي كان يتحدث في مقابلة مع CNN قال ردا على سؤال حول طبيعة الاحتجاجات وما إذا كانت مجرد اعتراض على الوضع الاقتصادي أم أنها سياسية الطابع بحيث تهتف ضد المرشد علي خامنئي: "هذا سؤال وجيه. ما هو هدف المحتجين؟ لقد رأينا أيضا صرخات تدعو إلى ترك سوريا ولبنان وغزة."
وأضاف: "هناك إحساس واضح بوجود مشاكل وأزمات اقتصادية في إيران وهناك شعور عام بأن مغامرات إيران في الخارج مكلفة جدا بالنسبة للإيرانيين في الداخل وهم يريدون رؤية رد فعل حكومي تجاه المشاكل التي يعانونها ولكن النظام يجد صعوبة في التعامل مع الأمور لأنه أساسا لا يؤمن إلا بفرض السيطرة."
ولفت روس إلى وجود سمات مميزة للحراك الحالي قائلا: "هناك نقطة أظن أنها جديرة بالملاحظة، وهي أن انتشار المظاهرات يدل على أنها تضم تجمعات ليست منتمية بالضرورة إلى النخبة التي تقطن المدن الكبرى، ولذلك فإن هذه المظاهرات تذكّر النظام الحالي كثيرا بالتحركات التي أدت إلى إسقاط الشاه. لست أقول أننا على مشارف حدث من هذا النوع حاليا ولكن بالنسبة للنظام الإيراني فإن فرض السيطرة أمر بالغ الأهمية وحقيقة أن هناك من يتحدى هذه السيطرة أمر مقلق جدا له."
وعن مستقبل التحركات وما إذا كان النظام سيتمكن من قمعها قال روس: "الخيار الأسوأ بالنسبة لأمريكا هو نفسه الخيار الأسوأ بالنسبة للشعب الإيراني وهو أن يتمكن النظام مجددا من القضاء بالكامل على التحركات عوض أن يعدّل من سلوكه في الخارج ويحاول أن يخلق لنفسه صورة بعيدة عن صورة المواجهة مع الخارج من أجل كسب شعبية في الداخل. ما لا نريده هو ظهور مشاكل داخلية في إيران تدفع النظام إلى البحث عن نوع من المواجهة الخارجية من أجل صرف الانتباه عن الداخل."
وعن رأيه بمواقف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والتغريدات التي ينشرها حول الوضع في إيران قال روس: "لقد كنت عضوا في فريق صنع القرار بإدارة الرئيس باراك أوباما وكنا نتلقى رسائل من المشاركين في الحركة الخضراء بإيران تدعونا إلى اعتماد المواقف الباردة لأن النظام كان يحاول خلق انطباعا بأن التحركات عام 2009 كانت موجّهة من الخارج."
وأضاف: "واليوم أظن أننا ارتكبنا غلطة آنذاك، وكان علينا أن نقول للناس إن العالم يراقب ما يحصل في إيران. الرئيس أوباما لجأ إلى هذا الخطاب بعد أسبوع على بدء المظاهرات ولكن خلال الأيام الأولى كان هناك هدوء شديد في تصريحاتنا واليوم عندما أتذكر ذلك أشعر أنه كان بوسعنا القيام بما هو أفضل."
ودعا روس إلى عدم الاكتفاء بالمواقف، بل المساهمة في نشر مواد تكشف ما تنفقه إيران في الخارج، فهي تقدم 800 مليون دولار سنويا لحزب الله فقط ناهيك عمّا تدفعه في سوريا، معتبرا أن تلك المعلومات ستزعج النظام في إيران وتكشف كيف أن تصرفاته في الخارج تؤدي إلى زيادة المشاكل في الداخل.
وختم المسؤول الأمريكي السابق مواقفه بالقول: "من المهم لإدارة ترامب ألا تظهر على أنها تحاول زيادة المشاكل في إيران لأن ذلك في نهاية المطاف لن يكون له مصداقية. الرئيس ترامب ليس بطلا عالميا لحقوق الإنسان. في النهاية نريد أن يسمح للإيرانيين بالتظاهر سلميا وكذلك نريد أن نراهم يدفعون نظامهم لتغيير سلوكه في الخارج."