القدس (CNN) -- حظرت إسرائيل دخول أعضاء 20 منظمة، بما فيها منظمة يهودية واحدة، إلى أراضيها بحجة تأييدها لدعوات مقاطعة إسرائيل. وصدرت القائمة الكاملة من وزارة الشؤون الاستراتيجية، وهي دائرة حكومية أنشأت لمكافحة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات المعروفة باسم "BDS".
وقال الوزير جلعاد أردان إن حملة المقاطعة المناهضة لإسرائيل "لا تسعى إلى دعم تعزيز السلام، وإنما لتدمير الأمن والوجود الوطني لإسرائيل"، مضيفاً أن دولة إسرائيل "ستمنع الجماعات التي تعمل على تدمير أمنها ومصالحها الأساسية من دخول أراضيها."
وتنطلق القائمة من قانون صدر في مارس/آذار 2017، يسمح لإسرائيل بمنع دخول غير المقيمين الذين يشجعون مقاطعتها. ووضعت القائمة النهائية بالتعاون مع وزرات الداخلية والخارجية والعدل. ومن المتوقع أن تدخل اللوائح الجديدة حيز التنفيذ في مارس/آذار 2018، بعد عام واحد من سن إسرائيل للقانون.
وانتقد مناهضو القانون مثلا شموله لجماعة "صوت اليهود من أجل السلام"، وهي منظمة يهودية يسارية تدعوا إلى المقاطعة كوسيلة غير عنيفة لإنهاء احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، مع تأكيدها السعي لـ"الأمن وتقرير المصير للإسرائيليين والفلسطينيين" وإيجاد حل للاجئين الفلسطينيين.
ورأى العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي، أيمن عطية، أن الخطوة تمثل "شرخاً جديداً في جدار الاحتلال"، مضيفاً في تغريدة له أن الوزير إردان "قرر حظر النشطاء اليهود الذين يعارضون الاحتلال، على الرغم من أنهم يتمتعون بالجنسية الإسرائيلية بموجب قانون العودة التمييزي،" مضيفا: "سبق أن انهارت أنظمة قمعية بسبب هذا التناقض الداخلي."
وفي بيان صحفي، أصرت وزارة الشؤون الاستراتيجية على أن الحظر "لم يستهدف أي عرق أو دين محددين،" وإنما ركز على استهداف "الشخصيات المركزية في منظمات المقاطعة الرئيسية" مع السماح بالاستثناءات الانسانية. وأشارت الوزارة إلى أن الذين أعربوا عن انتقادات سياسية لإسرائيل سيسمح لهم بالدخول، على أن يطال الحظر فقط "من اتخذوا إجراءات مادية" ضد اسرائيل.
وضغطت إسرائيل بشدة على حركة المقاطعة، وحضت الدول الأوروبية على معارضة من يؤيدون مقاطعة إسرائيل. ووافقت حكومة نتنياهو الأسبوع الماضي على توفير 36 مليون دولار لإنشاء وكالة للمساعدة في مكافحة حركة المقاطعة، سعيا إلى جمع نفس المبلغ مرة أخرى من المانحين والمنظمات الخاصة.
وكانت حركة المقاطعة BDS قد تأسست لتكون حركة شعبية تعتمد وسائل غير عنيفة لمعارضة سياسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية عبر الدعوة لمقاطعتها اقتصاديا، على غرار مقاطعة جنوب أفريقيا في عصر الفصل العنصري. وتزعم تلك الحركة التي تحظى بدعم مشاهير روجر ووترز، الموسيقي من فرقة بينك فلويد، تحقيق العديد من النجاحات في السنوات الأخيرة، بما في ذلك الضغط على شركة المشروبات الإسرائيلية سوداستريم لنقل منشآتها من الضفة الغربية إلى إسرائيل. وألغت نجمة البوب النيوزيلندية لورد، في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، حفلا في إسرائيل بعد ضغوط من حركة المقاطعة.