مراسل CNN: إدلب تستعد لفصل جديد من الجحيم السوري تحت نظر العالم

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة
مراسل CNN: إدلب تستعد لفصل جديد من الجحيم السوري تحت نظر العالم
آثار تفجير قبل أيام في إدلبCredit: afp/getty images

من مراسل CNN، نيك باتون وولش

لندن، بريطانيا (CNN) -- مع مراوحة الموقف الدولي مكانه بالنسبة للأزمة السورية وتحول مناخ المفاوضات التي كانت جارية بين أطراف الأزمة إلى مناسبة للتصعيد العسكري من قبل القوات الحكومية تتحول محافظة إدلب في شمال البلاد، والتي باتت جيبا شبه محاصر خاضع لسيطرة عدد من فصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية بشكل تدريجي إلى مسرح لأحد آخر مشاهد الجحيم السوري.

إدلب حاليا هي هدف أساسي لحملة جديدة من حملات النظام السوري العسكرية المتواصلة رغم احتوائها على أعداد كبيرة من المدنيين الذين كانوا يقصدونها بعد إجلائهم من المناطق التي سبق أن كانت بحوزة المعارضة وخضعت لحصار قاس على يد قوات النظام.

الآلاف من المدنيين الذين فروا بعد الحصار والقصف المدمر على شرق حلب انتهى بهم المطاف في إدلب. وتعتقد الأمم المتحدة أن نصف الموجودين في المحافظة التي تضم ما يقرب من مليوني نسمة هم من النازحين، علما أن منظمات إنسانية مستقلة أخرى تعتقد أن المحافظة تحتوي على ثلاثة ملايين مدني.

وبين براثن الحصار والقصف القوي لقوات النظام المدعومة من روسيا من جهة والبرد القارص والظروف المناخية الصعبة من جهة أخرى فإن الأمور في إدلب مرشحة للمزيد من التفاقم.

النظام حريص على استرداد المناطق المهمة استراتيجيا له، وتأمين طريق شمالي مباشر إلى مدينة حلب، المعارك أدت إلى نزوح عشرات آلاف السوريين باتجاه الشمال نحو الحدود التركية الخاضعة لتأمين مشدد، ما يعني عمليا حشر الآلاف في قطعة صغيرة من الأرض ترتفع فيها مخاطر الموت.

المدنيون الذين احتشدوا في إدلب اعتقدوا أنهم سيرون نهاية للأعمال العدائية والقتال والقصف بوصولهم إلى المدينة الواقعة شمال البلاد، ولكنهم اليوم يرون أنفسهم عرضة لهجوم مستمر. التعقيد الأساسي بالنسبة للغرب في هذه القضية يتمثل في أن الغرب يرى في إدلب أيضا مكانا لجأ إليه أنصار القاعدة وبقايا داعش.

المرتبطون بتنظيم القاعدة، والذين ينشطون اليوم تحت لواء "هيئة تحرير الشام"، لديهم حضور قوي في إدلب، إلى جانب فصائل متشددة أخرى وفصائل معتدلة أيضا.

محافظة إدلب بشكل عام فيها الكثير من المساحات المنبسطة وهي ليست مكانا جيدا للجوء، هناك ملايين اللاجئين فيها، ومئات الآلاف منهم سيحاولون النزوح بحال استمر هجوم النظام وتصاعد. تركيا التي كانت يوما ما مقصدا رئيسيا للفارين من سوريا أغلقت حدودها وهي اليوم أقرب سياسيا إلى موسكو، الحليف الرئيسي للأسد دوليا.

هناك ملجأ أخير ربما للثورة التي نفذها السنّة في سوريا، وهذا الملجأ يواجه مصيرا مرعبا، وأكثر ما يخيف في هذه المذبحة أنها تمر دون أن يلاحظها أحد.