دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- باتت العملية العسكرية التركية في سوريا مجرد جبهة جديدة في الحرب الدائرة بذلك البلد منذ سبعة أعوام. تركيا حذّرت منذ فترة طويلة بأنها لن تسمح بسيطرة القوى الكردية التي تصفها بأنها "إرهابية" على المنطقة الحدودية رغم زيادة الولايات المتحدة للدعم الذي تقدمه لتلك الوحدات الكردية في المعركة بمواجهة داعش.
واقع الأمر أن هناك عضوا في حلف الناتو يخوض مواجهة عسكرية ضد تنظيم تدعمه وتدربه وتسلحه دولة أخرى في الحلف نفسه بينما يستشيط الرئيس السوري، بشار الأسد، غضبا.
بالنسبة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، فإن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في شمال سوريا هو فرع لحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل الحكومة التركية. أنقرة بدأت العملية العسكرية بغارات جوية وسط تقدم ميداني مدعوم من مجموعات الجيش السوري الحر، ويؤكد قادة إحدى المجموعات المقاتلة أن 13 ألف عنصر من الجيش الحر يشاركون بالعملية.
القوات التركية تخوض المواجهات بمحاولة للسيطرة على بلدة عفرين المجاورة لإدلب. الجيش التركي موجود في إدلب لمراقبة المنطقة الخاضعة لاتفاق خفض التوتر، ولكنه استُخدم وجوده لفتح جبهة جديدة ضد الأكراد الذين يقولون إن أكثر من مائة موقع تعرض للقصف الجوي ولكنهم يؤكدون أنهم عرقلوا التقدم البري حتى الآن.
البعض يعتقد أن تركيا عقدت صفقة مع روسيا مفادها رفع اليد عن إدلب مقابل تمكنها من التحرك في عفرين خاصة وأن روسيا سحبت وجودها العسكري المحدود في المنطقة قبل بدء العملية التركية.
الأمور الآن تعتمد على المدى الذي ستذهب إليه العملية التركية، فإذا كانت ستقتصر على شريط حدودي آمن فعندها يمكن احتواء الوضع، ولكن إذا قررت أنقرة السيطرة على عفرين ومن ثم التقدم نحو بلدة منبج الواقعة إلى الشرق منها، عندها سنكون أمام إمكانية انفجار حرب أخرى داخل الحرب السورية نفسها.
وحذّرت دراسة أعدها "مركز دراسات الحرب" في واشنطن من إمكانية تفجر حرب كردية تركية تزعزع جهود واشنطن في شرق سوريا وتدفعها إلى إعادة النظر في الدعم الذي تقدمه لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي. العملية العسكرية تصب في مصلحة أردوغان داخليا، إذ أن المعارضة أيدت التدخل بشكل واضح.
مقاتلو تنظيم داعش عادوا إلى الظهور من جانبهم بشكل مفاجئ جنوب إدلب، بهجوم أدى إلى مقتل عدد من جنود النظام، كما نشر التنظيم تسجيل فيديو لعملية قتل ثلاثة رجال زعم أنهم من الجنود.