دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الخميس، أن الإرهاب يزدهر في ظل النظم القمعية، مشددا على أهمية مواجهة الإرهاب ليس فقط من خلال الحروب العسكرية والاقتصادية ولكن أيضا بمساعدة ضحايا القمع.
وقال وزير خارجية قطر، في ندوة بمعهد "أميركان إنتربرايز" للأبحاث السياسية، تحت عنوان " ديناميكية الخليج المتغيرة"، إن قطر "تقدر الشراكة الأمريكية في المنطقة، وجهود الولايات المتحدة لمساعدة النظم القوية في استخدام قيادتها بحكمة"، وفقا لما نقلته وزارة الخارجية القطرية.
وأضاف: "لقد حاربت قطر والولايات المتحدة الإرهاب سوياً لسنوات عديدة. وإننا نتفق على ضرورة القضاء على الإرهاب من خلال الحروب العسكرية والاقتصادية، ولكن أيضاً بمساعدة المقموعين من خلال رؤية للانفتاح والأمل ومن خلال التحولات الاجتماعية المستدامة". وتابع بالقول إن "الإرهاب يزدهر في ظل النظم القمعية والمغلقة، التي لا تلبَى فيها احتياجات المواطنين وحقوقهم".
واعتبر محمد بن عبدالرحمن أن "موقع قطر والقاعدة الأمريكية، هو موقع استراتيجي". وقال: "نحن محاطون بلاعبين أقوياء في الشرق الأوسط. وبعض هذه الدول عازمة على التخويف والعدوان والتلويح الخطير بالحرب. ولكن لا تخطئوا الفهم، هذه القوى تتناحر من أجل الهيمنة".
وعن الأزمة الخليجية، قال وزير خارجية قطر إن "العالم يكتشف أن دول الحصار لن تتوقف أبداً: فمن التلاعب غير القانوني في الأسواق، والعدوان العسكري، والاعتداءات الإنسانية، وإسكات المعارضين، وخلق الدعاية الإعلامية، وصولاً إلى تقويض الكفاح العالمي ضد الإرهاب".
وأضاف: "لكن مع عُسر الحصار هناك يُسر، فقد تمكنت قطر من إظهار القدرة على الصمود في وجه الحصار. وقد لا تتمكن بلدان أخرى في الشرق الأوسط من الصمود أمام محاولات الهجوم، كما رأينا مثالاً بعد الآخر في جميع أنحاء المنطقة".
ورأى وزير خارجية قطر أن "مجلس التعاون الخليجي سيكون في حاجة إلى عملية واضحة لطرح الخلافات وحلها، وسيكون في حاجة إلى التخلي عن الإجبار على الإذعان فيما يخص السياسة الخارجية والقرارات المتعلقة بالشؤون الداخلية، وسيكون في حاجة إلى الاحتكام للعقل دون الاندفاع".
وقال محمد بن عبدالرحمن إن "القيادة الحكيمة تعني تنحية المشاعر الشخصية جانباً لخدمة مصلحة الشعوب". وأضاف أن قطر "تأمل في إمكانية إعادة بناء مجلس التعاون الخليجي مجدداً، وأن الشعب القطري شعب متسامح وجسور".