أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، السبت، إن قوات حرس الحدود التركية مع سوريا يطلقون النار عشوائيا ويعيدون بشكل جماعي طالبي اللجوء السوريين الذين يحاولون العبور إلى تركيا.
وذكرت المنظمة، في بيان عبر موقعها، أن "السوريين يفرون من العنف المتزايد في إدلب بحثا عن ملجأ بالقرب من الحدود التركية، التي لا تزال مغلقة أمام الجميع، إلا الحالات الطبية الحرجة. وأضافت أن "اللاجئين الذين نجحوا في العبور إلى تركيا، عبر طرق التهريب، قالوا إن حرس الحدود التركي أطلقوا النار عليهم وعلى أخرين أثناء محاولتهم العبور إلى تركيا. وفي بعض الحالات، ضرب حرس الحدود التركية طالبي اللجوء الذين احتجزوهم وحرموهم من المساعدة الطبية".
وقالت لما فقيه، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش" إن "السوريين الهاربين إلى الحدود التركية بحثا عن الأمان واللجوء يُجبرون على العودة مرة أخرى بالرصاص وإساءة المعاملة". وأضافت: "في الوقت الذي يشرد فيه القتال في إدلب وعفرين آلاف آخرين، من المرجح ازدياد عدد السوريين المحاصرين على طول الحدود الذين يرغبون في المخاطرة بحياتهم للوصول إلى تركيا". وتابعت بالقول إنه "مع مساهمة القتال بعفرين في أزمة النزوح المتزايدة في سوريا، على تركيا أن تسمح لآلاف السوريين اليائسين الذين يلتمسون اللجوء بعبور الحدود".
وأعلنت "هيومن رايتس ووتش" أنها أرسلت النتائج التي توصلت إليها بشأن إطلاق النار على طالبي اللجوء، في رسالة بتاريخ 30 يناير/ كانون الثاني 2018 إلى وزير الداخلية التركي. وقالت إنه "في حين يحق لتركيا تأمين حدودها مع سوريا، فإنه يتعين عليها احترام مبدأ عدم الإعادة القسرية الذي يحظر رفض طالبي اللجوء على الحدود عندما يعرضهم ذلك لخطر الاضطهاد، التعذيب، وتهديد الحياة والحرية. وعلى تركيا أيضا أن تحترم الحق في الحياة والسلامة البدنية، بما فيه الحظر المطلق لإخضاع أي شخص لمعاملة لا إنسانية ومهينة".
وأوضحت المنظمة أنها تحدثت إلى 16 لاجئا سوريا دخلوا تركيا مع مهربين بين مايو/أيار وديسمبر/كانون الأول 2017، و15 شخصا في أورفا وغازي عنتاب جنوب تركيا، وآخر عن بعد. وأضافت أن "13 شخصا منهم قالوا إن حرس الحدود التركية أطلقوا النار عليهم أو على غيرهم من طالبي اللجوء الفارين أثناء محاولتهم العبور بينما لا يزالون في سوريا، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص، من بينهم طفل، وإصابة عدد آخر". ونقلت عن شهود آخرين قولهم إن "حرس الحدود التركي في معابر حدودية أخرى أطلقوا طلقات تحذيرية في الهواء لكنهم لم يستهدفوا طالبي اللجوء مباشرة".
كما نقلت عن شهود عيان قولهم إن "إن حرس الحدود التركي اعتدى على طالبي اللجوء المحتجزين... ولم يقدم العلاج الطبي لهم عندما طلبوه أو كانوا بحاجة ماسة إليه، وبدلا من ذلك أعادوهم إلى سوريا". وأضافت المنظمة أن اللاجئين "وصفوا رحلاتهم عبر الحدود إلى تركيا بأنها شاقة وخطيرة، إذ بالإضافة إلى خطر إطلاق النار، هناك التضاريس الصعبة المزروعة بالألغام الأرضية، والمرتفعات الحادة، والمسارات الضيقة على طول الوديان". وأشارت إلى أن اللاجئين يدفعون للمهربين ما بين 300 و8 آلاف دولار للشخص الواحد للوصول إلى تركيا.