هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
احتفل المسؤولون الإيرانيون بالذكرى السنوية الـ39 للثورة يوم الأحد في 11 فبراير/شباط وسط غضب واستياء شعبي. الرئيس روحاني فاجأ الجماهير التي شاركت في المسيرة الاحتفالية في طهران عندما قال أن "دستورنا لديه حل للمآزق. عندما يكون هناك اختلاف حول الاقتصاد أو السياسة أو الأحداث الاجتماعية والثقافية، علينا أن نتطلع إلى آراء الشعب، وهذا يسمى الاستفتاء."
هل فعلاً يعتقد الرئيس روحاني أن هذا النظام سيسمح للإيرانيين بتغيير النظام من خلال خيار الاستفتاء الذي تحدث عنه؟
السياسيون الإيرانيون تلقوا عدة مفاجآت خلال عام 2017. المفاجأة الأولى كانت عندما لم يصادق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التزام إيران بالاتفاقية النووية وطلب من الكونجرس الأمريكي إعادة النظر بها. المفاجأة الثانية كانت الاحتجاجات العفوية التي انطلقت في شتى المدن والمناطق الإيرانية، والتي احتج فيها الناس على ظروفهم المعيشية وتكاليف الحياة وعبّروا عن رغبتهم في تغيير النظام.
استمرت الاحتجاجات حتى منتصف شهر يناير 2018. بعد ذلك جاء الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي عن قراره بخصوص الاتفاقية النووية الإيرانية. في منتصف يناير، قال الرئيس ترامب إنها المرة الأخيرة التي سيوافق فيها على رفع العقوبات المتعلقة بالاتفاق النووي عن إيران ما لم تتحقق عدة أمور، بما في ذلك تغيير سلوك إيران في محيطها الإقليمي ومناقشة برنامجها الصاروخي، قبل الموعد القادم لإعادة النظر في المصادقة على الاتفاقية الذي يصادف في شهر مايو 2018.
الأمور التي تقلق الولايات المتحدة حول السلوك الإقليمي لإيران وبرنامجها النووي تقلق الاتحاد الأوروبي أيضا، لكن الأوروبيين يخشون من ردة فعل إيران السيئة في حال انهيار الاتفاق النووي، ولذلك فإنهم يبذلون جهوداً حثيثة مقدماً للوصول إلى نتائج ملموسة قبل أن يحين الموعد القادم للمصادقة على التزام إيران بالاتفاقية النووية في شهر مايو القادم.
نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي شارك في المحادثات النووية، قال إنه لا توجد أي علاقة بين دور إيران في منطقة الشرق الأوسط وبين الاتفاقية النووية.
لم ينس أحد الشعارات التي كان أبناء الشعب الإيراني يهتفون بها في المدن الإيرانية في شهر يناير مطالبين الحكومة بالتوقف عن تمويل حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني في سوريا. ظروف المعيشة في إيران لم تتتحسن كثيرا منذ توقيع الاتفاقية النووية في منتصف يوليو 2015 بالرغم من الرفع الجزئي للعقوبات ودخول مستثمرين محتملين إلى السوق الإيرانية.
النظام الإيراني يتعرض لضغوط من جانبين. فهو يتعرض من جهة لضغوط من الشعب الإيراني الذي يطالب بتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، ومن جهة أخرى يتعرض لضغوط أمريكية وأوروبية بسبب تدخل إيران في الشؤون الإقليمية وبسبب برنامجها الصاروخي.
وبالرغم من أهمية الضغوط المتعلقة بالبرنامج الصاروخي الإيراني، إلا أن الوضع الإقليمي لإيران ودعمها لجماعات مثل حماس وحزب الله هي القضايا الأهم التي تقلق الولايات المتحدة وحلفاءها.
وللخروج من هذا المأزق، اقترح نائب وزير الخارجية الإيراني السيد عباس عراقجي حلاً يتلخص بأن نجاح الاتفاقية النووية هو شرط إيران من أجل الاستمرار في المحادثات مع الغرب حول القضايا الهامة الأخرى.
والآن يقترح الرئيس الإيراني حسن روحاني حلاً أخر له علاقة بالشعب الإيراني لتهدئتهم في المرحلة التي تلت انتفاضتهم ضد النظام. هل هي لعبة أخرى أم أنهم قرروا إحداث تغييرات أساسية؟ أم أن الأمر لا يتعدى شراء مزيد من الوقت أمام الجماهير الغاضبة والمجتمع الدولي؟