فيينا، النمسا (CNN)-- جدد المرجع الشيعي اللبناني البارز علي الأمين، دعوته إلى حزب الله اللبناني الانسحاب الفوري من سوريا وأن "على النظام السوري كنظام وكمعارضة" أن يدركا أنه لا توجد فرصة من أن يتغلب أحد على الآخر ، فيما أطلق دعوة لتأسيس معاهد مشتركة لدراسات الأديان لتدريس الشريعة الاسلامية واللاهوت.
وقال الأمين في حديثه لموقع CNN بالعربية إن حاضنة "الشيعة العرب" يجب ألا تكون على حساب أوطانهم، مؤكدا على أن حزب الله اللبناني وإيران لا يمثلان "المذهب الشيعي."
وأضاف الأمين: "لا نقبل أن يتم اختزال الشيعة العرب في أحزاب تابعة لإيران، الشيعة العرب يجب أن يكون ولاؤهم لأوطانهم، نعم هناك روابط بين الشيعة العرب والشيعة العجم، لكن الروابط لا يجوز أن تكون على حساب الأوطان ولا أن تكون روابط للدول العابرة في مشاريعها العابرة للحدود والاوطان."
وفي هذا السياق دعا الأمين الدول العربية إلى ما وصفه "بإظهار صوت الشيعة العرب" في المنطقة، ضمن الحاضنة العربية، وقال: "على العرب أن يظهروا صوت الشيعة العرب وإذا كانت إيران قادرة على إظهار صوت التطرف والولاء لها، فعلى العرب أن يظهروا صوت الاعتدال والولاء للوطن وهو موجود."
وبين الأمين أنه منذ بداية مشاركة حزب الله في الحرب في سوريا، أكد عدم شرعية هذه المشاركة، وأضاف الأمين للموقع قائلا حول مستقبل لبنان السياسي والحرب في سوريا: "كنا نود أن يكون لبنان بعيدا عن التأثر بالحرب في سوريا، ورفضنا تدخل حزب الله في سوريا وقلنا لا توجد شرعية دينية في المشاركة بالحرب على الاراضي السورية ".
وأشار الأمين إلى أن "الأحزاب الدينية" في المنطقة العربية هي أقل حجما من "طوائفها"، واضاف: "قلت في بعض المناسبات في الدول التي تعمل مذهبيا أو الأحزاب المذهبية لا تمثل كل المذهب وامتلاكها لوسائل القدرة هو ما يجعلها ترفع صوتها، مثلا جماعة الإخوان المسلمين في مصر كانوا من أكبر من الاحزاب الاسلامية لكنها لا تمثل المذهب السني، وحزب الله وإنا كان ينتمي للمذهب الشيعي هو لا يمثل المذهب الشيعي وكذلك إيران."
ورأى الأمين أن على جميع التنظيمات المسلحة في سوريا الخروج منها للوصول إلى حل سياسي، وأن على حزب الله وغيره من التنظيمات المسلحة الخروج من سوريا وأن يسعى المجتمع الدولي لوقف هذا النزيف ولوقف سفك الدماء هناك. وقال: "آن أن تدرك سوريا كنظام وكمعارضة أنه لا توجد فرصة من أن يتغلب أحد على الآخر."
وكان الأمين قد دعا خلال مشاركته لمؤتمر الحوار بين أتباع الديانات الذي أقيم في العاصمة النمساوية بتنظيم مركز المركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار في 26 فبراير/شباط المنصرم، بإنشاء معاهد عليا مشتركة لتدريس الشريعة واللاهوت.
وعن جدوى تطبيق الفكرة على أرض الواقع في ظل الصراعات في المنطقة، قال: "الحوار بين أتباع الديانات كفكرة، لا بد أن تخرج عن إطار الحوار النظري، تتحول إلى مدرسة وقانون فاعل في أوطاننا، نحتاج إلى معهد ديني للدراسات الدينية المشتركة من مختلف الاديان والمذاهب على مقاعد الدراسة، لينتشر الحوار أكثر."
وعبّر الأمين عن أمله من توجه السعودية نجو مزيد من الانفتاح في الحوار بين أتباع الديانات على ضوء مؤتمر المركز الذي حضرته قيادات دينية سعودية بارزة.