هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- من المنتظر أن يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طهران قريباً، ولا شك أن برنامج الصواريخ البالستية الإيراني سيكون إحدى النقاط الهامة في المحادثات بناء على طلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الإيرانيون يقولون عادة أنهم يرفضون التفاوض حول برنامجهم الصاروخي لكنهم لا يجدون مشكلة في الحديث عنه لإيجاد أفضل حل لإنقاذ الاتفاقية النووية. وبالطبع فإن الأمر يعتمد على ما يعرضه الرئيس ماكرون على المسؤولين الإيرانيين، وبناء على ذلك يمكن أن يتفاوضوا حول الشروط التي وضعها الرئيس ترامب للحفاظ على التزام الولايات المتحدة بالاتفاقية النووية مع طهران.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيكون في واشنطن لحضور المؤتمر السنوي لمنظمة (إيباك) اليهودية التي تملك نفوذا كبيرا في الولايات المتحدة، وهو سيناقش بالتأكيد القضية الإيرانية مع أعضاء الكونجرس الأمريكي ومع الرئيس دونالد ترامب.
تقول مصادر الاستخبارات الغربية أن إيران أقامت قاعدة عسكرية دائمة أخرى خارج العاصمة السورية، دمشق، وأعدَّت مخابئ لتخزين صواريخ قادرة على الوصول إلى جميع أنحاء إسرائيل. ومع أن التقرير ليس مؤكداً بعد، إلا أن إسرائيل حذرت إيران بضرورة عدم تجاوز الخط الأحمر بإنشاء قاعدة عسكرية دائمة في سوريا على مقربة من الحدود الإسرائيلية.
من ناحيتها، تهدد إيران باستئناف برنامجها النووي في حال انهيار الاتفاقية النووية أو عدم بقاء الدول الغربية على التزامها بالاتفاقية. من الواضح أن التوتر قد يزداد حدة في المنطقة إذا أرادت إيران أن تعود إلى تخصيب اليورانيوم إلى مستويات مرتفعة في الوقت الذي تقول فيه إسرائيل والولايات المتحدة أنهما لن تسمحا بمثل هذه الخطوة.
إيران وإسرائيل كلاهما تفهمان تكاليف أي مواجهة عسكرية بينهما، وحتى الآن أظهر البلدان وعياً كافياً لتجنب مثل هذا الصراع العسكري بينهما. فرغم جميع التهديدات الخطابية والتوترات بين البلدين، لا يريد أي منهما الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع الطرف الآخر. نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجى، قال صراحة أن "الوجود الإيراني في سوريا لا يهدف إلى إيجاد جبهة جديدة ضد إسرائيل، لكنه يهدف لمكافحة الإرهاب."
وفي جميع الأحوال، فإن التواجد في سوريا ولبنان يعطي الحرس الثوري الإيراني القدرة على تشكيل تهديد مباشر على إسرائيل بعيداً عن الحدود الإيرانية. وفي المقابل، فإن إيران لن تكون هدفاً سهلاً لإسرائيل في الوقت الذي تتحرك فيه الميليشيات الموالية لها بحرية داخل سوريا ولبنان، وتتعاون حركة حماس مع حزب الله، وتقيم طهران قواعد عسكرية قريبة من الحدود الإسرائيلية. ويمكن القول أن هناك حالياً توازناً عسكرياً جديدا للقوى ببين البلدين، وطالما أن الإيرانيين لا يرغبون بتغيير سياساتهم الإقليمية فإن هذا الوضع المتوتر سوف يستمر طويلاً.
وفي الحقيقة، ربما يكون أحد أسباب استمرار الصراع في سوريا دون حل هو رفض إيران إجراء تغييرات في الحكومة السورية خشية أن يؤدي ذلك إلى عدم بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة في حال إجراء انتخابات رئاسية نزيهة بإشراف من الأمم المتحدة.
كما أن قلق طهران حول مستقبل الاتفاقية النووية وعلاقاتها مع الغرب يجعل المسؤولين الإيرانيين يترددون في الانسحاب من سوريا والتعاون مع القوى الإقليمية والمجتمع الدولي في هذا المجال.
ربما يفضل الإيرانيون حالياً مناقشة برنامجهم الصاروخي بدلاً من مناقشة القضايا الإقليمية، وخاصة القضية السورية التي تعتبرها طهران من ضمن أمنها القومي للأسباب التي ذكرتها آنفاً. الحديث عن البرنامج الصاروخي الإيراني وتحديد مدى صواريخها واختباراتها الصاروخية قد يكون أسهل على طهران من تخليها عن الرئيس السوري.
وعلى أي حال، دعونا ننتظر لنسمع من الرئيس الفرنسي عندما يزور طهران ويجري محادثاته مع المسؤولين هناك.