طهران، إيران (CNN) -- هاجمت الهيئة القضائية الإيرانية وكذلك وسائل الإعلام شبه الرسمية التيار الشيرازي، وذلك بعد اعتقال السلطات في طهران لأحد رموزه الأساسيين، السيد حسين الشيرازي، وما تبعه من اعتلاء محتجين للسفارة الإيرانية في لندن، معتبرة أن التيار يرتبط "بعلاقة وثيقة مع بريطانيا" وفق تعبيرها.
المدعي العام الإيراني، محمد جعفر منتظري، أكد وجود ما اعتبرها "علاقة وثيقة وأكيدة" بين الفرقة الشيرازية وبريطانيا، لافتا إلى ما قال إنها "مخططات لدى هذه الفرقة في اثارة وتأجيج الخلافات والنعرات الطائفية بين المسلمين" وفق تعبيره، رغم إشارته إلى أن هذا التيار مركزه مدينة قم الإيرانية.
وأشاف منتظري أن " مضامين البرامج التي تقوم بها هذه الفرقة مضرة جدا، إذ تتضمن السباب والإهانة للمقدسات والمذاهب الإسلامية" مضيفا أنه قد سبق توجيه رسالة إلى هذه الفرقة "للكف عن ممارساتها هذه واصلاح نهجها إلا أن هذا الأمر لم يحدث للأسف" متطرقا إلى الأنباء حول اعتقال الشيرازي بالقول إن "أحد المنسوبين لهذه الفرقة كان قد انتهك المعايير القانونية وتم استدعاؤه عدة مرات للمحكمة الخاصة برجال الدين الا انه استنكف عن تعديل نهجه إلى أن تم إلقاء القبض عليه."
وحول حادث اعتلاء السفارة الإيرانية في لندن وانزال العلم الإيراني عنها و"توجيه الإساءات للجمهورية الاسلامية في ايران وأهل السنة" قال منتظري إن السفارة: "اتصلت بالشرطة البريطانية التي حضرت بعد دقائق إلا أنها اتخذت موقف المتفرج ولم تفعل شيئا في حين أن من واجبها صون أمن السفارات وفقا للقانون، وبعد اصرار مسؤولي السفارة تم القبض على الأفراد المهاجمين وأخذهم لمركز الشرطة إلا أنه جرى الإفراج عنهم بعد ساعات بكفالة."
وتحدث منتظري عن ياسر الحبيب دون تسميته بالقول: "هنالك العديد من الأدلة التي تثبت بأن هذا التيار يحظى بدعم بريطانيا وهنالك للأسف من يرتدي زي رجال الدين وينشط في القنوات الاعلامية هذه، ولو كانت بريطانيا ترى بأن هؤلاء هم مدافعون حقيقيون عن الاسلام، فهل كانت ستضع مثل هذه الامكانيات تحت تصرفهم؟"
وكالة "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية من جانبها تحدثت عن الشيرازيين في تقرير مطوّل قالت فيه إن الدافع لمهاجمة السفارة البريطانية هو "الاعتراض على اعتقال السيد حسين الشّيرازي نجل السّيد صادق الشّيرازي"، واصفة الشيرازيين بأنهم "من بيت سلك مسار الانحراف تدريجيًّا" كما أوردت الروايات التي تشكك في مرجعيّة نجله محمد الشّيرازي، واتهمته بتحريم القتال ضد العراق في حرب الخليج.
وتحدثت الوكالة عن إعلان صادق الشيرازي مرجعيّته عبر الفضائيات بعد وفاة شقيقه محمد، واتهمت شقيقهما الثالث، مجتبى الشيرازي، ببث فيديوهات "وهو يوجّه الإهانات لولاية الفقيه ولعدّة شخصيّات كبيرة"، واعتبرت أن ياسر الحبيب وقناته الفضائية "يعملان من لندن لترويج عقائد متطرفة وإيجاد الفرقة والخلاف بين السّنة والشّيعة."
يذكر أن اعتقال الشيرازي جاء بعد انتشار تسجيلات له وهو ينتقد ولاية الفقيه مشبها إياها بأفكار "فرعون" الذي فرض على شعبه الآراء التي يريدها. وتشكل ولاية الفقيه الأساس العقائدي للدولة الإيرانية، وهي النظرية التي تسمح للمرشد بامتلاك سلطة واسعة، وهي موضع خلاف داخل مرجعيات الفكر الشيعي نفسه.