دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال رئيس هيئة التفاوض السورية، نصر الحريري، في مؤتمر صحفي بالعاصمة السعودية، الرياض، السبت، إن المدنيين المحاصرين في الغوطة قد يتعرضون لجرائم إبادة جماعية."
وانتقد الحريري القرار الروسي بوقف إطلاق النار، واصفاً الممرات الإنسانية التي افتتحتها روسيا في المنطقة المحاصرة لإخراج المدنيين بـ "ممرات الموت،" ذاكراً بأن قوات النظام السوري "استخدمت مدنيين فارين من الغوطة كدروع بشرية."
وقال الحريري: "النظام وحلفاء النظام يستخدمون الإرهاب ذريعة لكسب الشعب السوري لتحقيق مكاسب سياسية ولتصوير أنفسهم امام العالم بانهم يقاتلون الإرهاب وهذا محض إدعاء."
وأشار الحريري إلى أن روسيا "تعرقل" إحالة مجلس الأمن للملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، وذكر بأن النظام السوري ارتكب العديد من جرائم الحرب "الموثّقة" وفقاً لوصفه.
وشدّد الحريري على أن رحيل الأسد يعد جزءاً أساسياً من عملية الانتقال السياسي في سوريا.
كما اتهم الحريري حزب الاتحاد الكردي بارتكاب جرائم في منطقة عفرين السورية، وطالب الحزب بالخروج من المنطقة ومطالباً بإجراءات لحماية المدنيين خلال العملية العسكرية في عفرين.
وتواصلت عمليات القصف الجوي على المنطقة المحاصرة، السبت، وفقاً لما ذكره مركز دمشق الإعلامي المعارِض للنظام السوري،
وقد ذكرت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس" نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية خروج أكثر من سبعة آلاف شخص من الغوطة الشرقية، السبت، من حمورية وحزّة والنشابية، وفقاً لما نقلته الوكالة على لسان المتحدث باسم المركز الروسي لمصالحة الأطراف المتنازعة في سوريا، اللواء فلاديمير زولوتوخين.
ونقلت "يونيسيف" عبر موقعها الإلكتروني، الجمعة، على لسان المتحدث باسم المنظمة اليونيسيف في جنيف، ماريكسي ميرسادو، بأن الأمم المتحدة لم تحصِ أعداد الخارجين من الغوطة الشرقية وأنها لا تملك الرقم الإجمالي لهم، إلا أن الأمم المتحدة متواجدة في الملاجئ المحضّرة لاستقبال من تم إخلاؤهم.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "OCHA" بأن 12 ألف شخص غادروا المنطقة خلال الأيام الماضية.
ونقلت القناة السورية الرسمية مشاهد أظهرت ما بدا كمئات المدنيين يحملون أطفالاً ويخرجون من المنطقة، وذكرت القناة بأن الهلال الأحمر العربي السوري يحمي الخارجين من المنطقة ويضعهم في مرتكز مؤقتة، ولم تتمكن CNN من التواصل مع الهلال الأحمر العربي السوري.
بينما ذكر المدير الإقليمي لمنظمة يونيسيف، جيرت كابيلير، في مقابلة نشرت السبت عبر موقع الأمم المتحدة بأن "آلاف الأطفال فقط" تمكنوا من الهرب من الغوطة الشرقية إلى الآن، وذكر بأن الأمم المتحدة تقدّر أعداد الأطفال في الغوطة الشرقية بحوالي 200 ألف طفل.
يأتي هذا وسط مطالبات من الأمم المتحدة بتطبيق هدنة كاملة لوقف القتال في كافة مناطق الغوطة الشرقية وإتاحة الفرصة للمدنيين المحاصرين في المنطقة للخروج، بالأخص بعد انعدام تطبيق الهدنة التي طالب بها مجلس الأمن الدولي في وقت سابق من الشهر الماضي لوقف العنف في كافة أنحاء سوريا.
ولم تتمكن CNN بشكل مستقل من تأكيد العدد المحدد لمن خرجوا من الغوطة الشرقية.