دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤتمراً صحفياً مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في العاصمة باريس، الثلاثاء.
وتطرق الطرفان لعدة محاور:
الوضع السوري
قال ولي العهد السعودي في إجابة حول سؤال طرح إمكانية التدخل السعودي في سوريا إن المملكة "لا شك" ستتخذ قراراً بشأن التدخل في سوريا "إن دعت الحاجة لذلك"
قال ماكرون إن روسيا خرقت قرار مجلس الأمن بإعلانه هدنة لوقف إطلاق النار في سوريا، مضيفاً بأن أي قرار حول سوريا "لن يستهدف القوات المحالفة للنظام السوري بل استخدام الأسلحة الكيماوية."
وأضاف الرئيس الفرنسي قوله: "حصلنا على معلومات من مصادر كثيرة تناولت استخدام الأسلحة الكيماوية ومن البديهي بأن المسؤولية تقع على النظام السوري."
وذكر ماكرون بأنه "وفيما يتعلق بأي تحالف دولي، نحن نقاتل "داعش" لكننا لدينا خطوط حمراء، وهذه الخطوط الحمراء تتعلق بالسياسات التي يطبقها النظام ضد شعبه،" وشدد على أن "النظام السوري ليس عدو فرنسا بل عدو الشعب السوري."
وشدد الرئيس الفرنسي على أهمية التصدي للأسلحة الكيماوية، ذاكراً قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا، والتي وجهت فيها أصابع الاتهام نحو روسيا، في وقت نفت فيه روسيا تلك الاتهامات.
الأزمة اليمينة
ذكر ماكرون اتفاقه مع ولي العهد السعودي على عقد مؤتمر إنساني بباريس خلال الأشهر المقبلة بشأن اليمن.
وقال ماكرون: "سنعمل على توضيح إطار التدخل الذي يمكن العمل بإطاره بطريقة نحمي بها المدنيين ونحرص على تطبيق القوانين الإنسانية في اليمن."
من جهته قال الأمير السعودي: "في كل حرب تحدث أخطاء ونحن نحاول التنسيق للحصول على آليات تخطيط وآليات اشتباك لعدم وقوع أي ضحايا مدنيين،" مضيفاً بأن المملكة "حذرت مراراً من احتمالية انتقال الإرهاب لدول الساحل."
النووي الإيراني
كان هنالك اختلاف واضح بين الآراء السعودية والفرنسية عند التطرق للملف النووي الإيراني، إذ ذكر ولي العهد السعودي بأن إيران، وإن سنحت لها الفرصة، قد يتاح لها إعداد قنبلة نووية خلال "أيام معدودة،" مضيفاً: "لا نريد أن نكرر اتفاقاً وقع عام 1938 وكانت نتيجة الاتفاق حرب عالمية ثالثة."
وأشار ولي العهد السعودي إلى أن "أغلب المشاريع الهدامة موجودة بالشرق الأوسط منها النظام الإيراني."
من جهته رأى الرئيس الفرنسي بضرورة "احترام" الاتفاق النووي المنعقد مع إيران، قائلاً إنه الخروج من الاتفاق النووي لن يضمن استمرار إيران بنشاطها النووي، مضيفاً: "هناك عملية جارية بالإدارة الأمريكية بشأن إيران وقد عبرت عن عدم تأييدي لها."
الاتفاقيات بين الجانبين
أعلن الجانبان توقيع العديد من الاتفاقيات مع السعودية، إذ شدد ولي العهد السعودي على تعدد المصالح السعودية الفرنسية في الجوانب العسكرية والسياسية والاستخباراتية والثقافية.
وقال الأمير السعودي بأن المملكة تستغل 10 في المائة من قدراتها، وأن هنالك العديد من المشاريع الضخمة التي تستهدف استثمار ما تبقى من 90 في المائة منها، مشيراً إلى أن "هدفنا هو أن تكون السعودية نقطة محورية بين آسيا وإفريقيا وأوروبا وفق رؤية المملكة 2030."
وذكر ولي العهد السعودي بأن باريس ستشارك بمشاريع ثقافية في المملكة وبالأخص في قطاع الآثار، بالأخص في محافظة العلا السعودية.